أساطير في أصل النار
أصل النار في تاسمانية:
يروي أحد الوطنيين من قبيلة اويسترباي في تاسمانية قصة أصل النار لدى شعبه على الشكل التالي :
(عاش أبي و جدي , كلهم عاشوا في هذه البلاد منذ أمد طويل دون أن يكون ثمة نار . ثم أتى رجلان أسودان و ناما في أسفل التلة – تلة من بلادي . و من قمة التلة رآهما اغبي , من قمة التلة وقف أولئك الذين هم من بلادي ينظرون غليهما , فخافا – و هربا كلاهما , ثم عادا بعد بعض الوقت - , ثم أسرعا بإيقاد النار – أوقدا ناراً من الخشب , و منذ ذلك الوقت لم تختف النار قط من بلادي . و قد أصبح الرجلان الآن في الغيوم . و في الليلة الصافية تراهما كنجمين . فهما اللذان أتيا بالنار إلى أبائي
و قد مكث الرجلان بعض الوقت في بلاد أبائي و كانت امرأتان تستحمان بالقرب من ساحل صخري تكثر فيه الصدفيات . و كانت المرأتان كئيبتين , كانتا حزينتين , لأن زوجيهما كانا غير وفيين , فقد ذهبا مع صبيتين فتيتين . فالمرأتان كانتا وحيدتين . و كانتا تسبحان في الماء و غطستا للبحث عن الجمبري و كان ثمة شفنين بحري يختبئ في تجويف الصخر , شفنين كبير ذو منخر. كان هذا الشفنين كبيراً و له منخر طويل جداً و كان من ثقبه يترصد المرأتين و رآهما تغطسان , فوخزهما بمنخاره قتلهما و أخذهما . و قد اختفتا لفترة من الزمن عن الأنظار . و لكن الشفنين ما لبث أن عاد قريباً جداً من الشاطئ . و كان يقف في الماء الهادئ بالقرب من الشاطئ الرملي . وكانت المرأتان مثبتتين تماماً في منخاره , و كانتا ميتتين ! فقام الرجلان الأسودان يقاتلان الشفنين حتى قتلاه بحربتيهما – و كانت المرأتان ميتتين ! فأوقدا ناراً – ناراً من الحطب . و على كل من جانبيها وضعا إحدى المرأتين ,فكانت النار في وسطهما , و لكن المرأتين كانتا ميتتين .
فذهب الرجلان الأسودان يبحثان عن نمل , عن بضع نملات زرق , و وضعاهما على نهدي المرأتين . فقامت بعضهما بقوة و قسوة , فانتعشت المرأتان و عادتا إلى الحياة من جديد . ثم ما لبث أن أتى ضباب , ضباب اسود كالليل , فذهب الرجلان و اختفت المرأتان , فقد مروا عبر الضباب , الضباب المظلم الكثيف , و أصبح مكانهم في الغيوم . ففي الليل البارد الصافي ترى نجمتين , فالرجلان هناك و معهما المرأتان , فهم هناك نجمتان ! )
