الأمام الخميني

فتى العاصي

كاتب جيد جدا
نبذة عن حياة الإمام الخميني



ولد الإمام الخميني ببلدة خمين في
العشرين من جمادى الثانية من عام 1320 للهجرة (24/9/1902م)في يوم وافق الذكرى السنوية لمولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراءوكان والده أية الله الشهيد المرحوم المغفور له السيد مصطفى الموسوي نجل العلامة المغفور له السيد احمد الموسوي زعيما دينيا لأهالي خمين وضواحيها , وذلك بعد عودته من النجف الأشرف. وفي ذي الحجة من سنة1320 للهجرة (آذار 1920م) تعرض والدة لمحاولة اغتيال من قبل بعض الأشرار في الطريق بين خمين وأراك, حيث استشهد وهو في السابعة والأربعين من عمره , وحيث لم يكن قد مضى على ولادة أخر أبنائه البررة السيد الخميني إلا شهور قلائل.
أما والدة الإمام الخميني فقد كانت السيدة ((هاجر )) كريمة أيه الله الميرزا أحمد أحد علماء كربلاء والنجف ومن أساتذتها ومدرسيها.
وفي الخامسة عشر من عمر الإمام توفيت المكرمَة والدته , وإذ ذاك وبالرغم من افتقاده لأعزُ أعزائه فقد ثابر منصرفا بذكائه وموهبته الخارقة إلى دراسة المقدمات على أخيه الجليل ,ومن ثم إلى دراسة العلوم الدينية في الحوزة العلمية بأراك تحت إشراف الأستاذ الجليل المرحوم المغفور له الحاج الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي, في الوقت نفسه الذي درس فيه الأدب على أساتذة آخرين , وإثر انتقال الحوزة العلمية من أراك إلى قم ضاعف الإمام الخميني جهده الدؤوب,وتمكن من إتمام درس الخارج عام 1345للهجرة (1926م) إذا وطَد دعامته العلمية وتخرج في الفقه والأصول على الشيخ عبد الكريم الحائري, حائزاً على درجة الاجتهاد ومبادرا إلى تدريس الفقه والفلسفة والعرفان جنبا إلى جنب مع درس الأخلاق , وآنذاك عمد رجال الشاه رضا خان إلى الحد من نشاطاته ولكن حركة التوعية التي كان قد بدأها الإمام لم تنكفئ بتلك الإجراءات . وبوفاة أية الله البروجردي أعلن عن اختيار الإمام الخميني مرجعا عاما من قبل العموم ورجال الدين . وتلو ذلك تعاظم الجهاد الثقافي للإمام واشتدت حدة كفاحاته, وإذا بلغت ذروتها خلال الفترة1961-1963م .وقد انتفض الشعب على اثر خطابه الشهير في 13خرداد1342هجري شمسي (3/6/1963م)في المدرسة الفيضية حول تبعية النظام الشاهنشاهي وجرائم أمريكا وإسرائيل وكذالك دور علماء الدين ورسالتهم فما كان من النظام الحاكم إلا أن بادر بعد إلقاء الخطاب إلى اعتقال الإمام وإيداعه السجن في الخامس عشر من خرداد1432هجري شمسي (5/6/1963م),غير أن الشعب نزل إلى الشوارع بفعل ذلك الخطاب التاريخي الحاسم واستمرت حركة الاحتجاج في طهران والمدن الأخرى تتصاعد لحظة بعد لحظه وعلى مدى يومين كاملين وفي الخامس عشر من خرداد 1342 هجري شمسي أيضاًُ احتلت الدبابات طهران البؤرة الرئيسية لتظاهرات الأمة وأضحى صوت إطلاق النار يسمع من كل مكان وقد تمكن النظام الدكتاتوري من قمع الانتفاضة ظاهرياً وذلك بقوة السلاح وبقتل عدد كبير من أبناء الشعب لكن الخامس عشر من خرداد ذلك صار نقطة التحول في الثورة الاسلاميه ومنه استمدت الثورة جذورها.


النفــــــــــــــي:
4/11/1964 لغاية 3/10/1978
بعد اعتقال الإمام الخميني اشتدت الضغوط على نظام الشاه من قبل علماء الدين وأبناء الشعب مما اضطره إلى إطلاق سراح الإمام بعد ثلاثمائة يوم من اعتقاله وذلك بتاريخ 5/4/1964 ولكنه عمد بعد إلقاء الإمام لخطابه حول اتفاقيه الامتيازات الأجنبية (الكابيتولاسيون)إلى اعتقاله مجدداً في 4/11/1964م ونفيه إلى تركيا ومن ثم إلى العراق وبعد أن استقر المطاف في النجف الاشرف واصل نشاطاته ألسياسيه وكثف جهوده عملا من برسالته الدينية ومسؤوليته في الولاية.
وكانت الحصيلة المباشرة لذلك الجهاد السياسي – الثقافي هي الوعي السياسي للشعب الإيراني وقد أبدى أبناء الشعب أول رد فعل عام تجاه السمة الطاغوتيه للنظام, وذلك أثر وفاة المرحوم المغفور له الحاج السيد مصطفى الخميني نجل الإمام ونشر السافاك لمقال مسيء في صحيفة ((إطلاعات)) وإزاء ذلك فقد رد النظام على صرخة الشعب الحقة بإطلاق النار على أهالي المسلمين,فكانت المدن تشهد المجازر, من ثم طقوس العزاء في السبع من استشهاد الشهداء واربعينهم حينا بعد حين.
ومن وجهة نظر النظام فقد كان الحل يتمثل في إبقاء الإمام بعيداً عن الأمة لذلك وبالتعاون مع النظام الحاكم في بغداد فقد تم إبعاد الإمام من العراق في3/10/1978م

الهجرة:
3/10/1978م لغاية 1/2/1979م
في 3/10/1978م توجه الإمام إلى الكويت ولكن الحكومة الكويتية لم تمنحه تأشيرة الدخول وبعد استشارت نجله البار الحاج السيد أحمد الخميني توجه الإمام إلى فرنسا بتاريخ 6/10/1978م حيث أقام بعد مضي بضعة أيام من ذلك في نوفل لوشاتو لكن استياء الأمة من إجراءات النظام الأخيرة غضباً عارماً بحيث أصبحت معه السيطرة على حركة الاحتجاج العام أمراً مستحيلاً.
وفي نوفل لوشاتو تطرق الإمام إلى شرح القيم والمثل التحررية للإسلام, ورسم صورة كاملة لنجتمع قائم على أسس العدالة الاسلاميه وقد جرت غالبية اللقاءات الصحفية مع الإمام في تلك الفترة فيما تواصلت في الفترة ذاتها معظم نداءات الإمام إلى الأمة وحينذاك وصل النظام الحاكم إلى الطريق المسدود فاستدعى الاستكبار العالمي الشاه مجبرا وشكل باختيار حكومته واعتزم الإمام العودة إلى الوطن : وكان عزما جازما عزم اللقاء مع ألأمة عزم الكفاح.
وفي 1/2/1979م غادر الإمام فرنسا متوجها إلى طهران.

العودة إلى الوطن:
1/2/1979م
كانت طهران تغص بأبناء الشعب ممن قدموا متآزرين موحدين يتلهفون شوقا لاستقبال إمامهم وفي 1/2/1979م حطت الطائرة بسلام في مطار مهراباد ووطأ الإمام أرض البلاد الإسلامية الحرة المضرجة بالدماء فاستقبله الشعب أيما استقبال. ومن هناك توجه الإمام إلى مقبرة(( بهشت زهرا))حيث الأحرار من أبناء الشعب وحيث يرقد الشهداء ومن ثم غادرها متوجها إلى مدرسة علوي في بهارستان.
في ذالك الوقت كانت مظاهر الفرح والسرور تعم الأرجاء كلها وكان الجميع يصلي ويكبر. وأما النظام الحاكم فقد أطلق آخر مالديه ,وإذ ذاك تبدلت الحال إلى مزيج من الشوق والعشق والشجاعة والشهادة وبها انتصر الإمام والأمة في 11/2/1979م حيث رأت الثورة الإسلامية طريقها إلى النور ثانية في العالم وتضرع عطر الإسلام المحمدي الخالص في سائر أنحاء القطر الإيراني.وكان الناس يتوافدون بألوفهم المؤلفة للقاء الإمام وبعدئذ بادر الإمام إلى رسم الطريق وتعيين المجلس الوزاري ومن ثم غادر طهران متوجها إلى قم في 29/2/1979م.

قـــــــــم
29/2/1979 لغاية 24/1/1980م
في 29/2/1979م توجه الإمام إلى قم ذلك البلد الذي تجذرت فيه وبالضبط في الخامس عشر من خرداد 1342 هجري شمسي (5/6/1963م) أولى أغراس الثورة بدماء الشهداء في المدرسة الفيضية وفي كل يوم ومساء كانت الجماهير تتقاطر من كافة الأرجاء سواء من إيران أو سائر أفاق المعمورة للقاء الإمام قائد الثورة الإسلامية أما النظام الجديد فقد كان أخذا في النشوء وقد أكد الإمام على ضرورة إيجاد المؤسسات الخاصة بالجمهورية الاسلاميه وعقب ذلك صادق الشعب على نظام الجمهورية الإسلامية والدستور الجديد, وانبثقت الجمهورية الإسلامية وبها مارست أول حكومة إسلامية أعمالها منذ أربعة عشر قرنا
وبعد فترة تعرض الإمام إلى وعكة صحية ألمت به في قلبه فغادر قم والى الأبد في طريقه إلى طهران في 24/1/1980م.

مستشفى الأمراض القلبية في طهران:
24/1/1980م لغاية 3/3/1980م.
اثر الوعكة الحادة التي ألمت بقلب الإمام وبناء على توصية الأطباء القائمين بالعلاج دخل الإمام مستشفى الأمراض القلبية بطهران في 24/1/1980م عندئذ استولى على الأمة شعور حاد بالخطر , فأقيمت مجالس الدعاء وتعالت الدعوات وأصوات النحيب والمناجاة مستغيثة داعية لقضاء الحاجات وفي 3/3/1980مغادر الإمام المستشفى بعد معالجته هناك ولكن الخوف اخذ يساور الناس والقلق يستتب في نفوسهم شيئا فشيئا.

جماران:
3/3/1980 لغاية 23/5/1989م
استعاد الإمام صحته وفي وقت كانت شؤون البلاد تملي البقاء في طهران وبعد إقامته لستة وثلاثين يوما في منزل بشارع دربند انتقل إلى محل صغير ومتواضع كان قد اعد له في جماران وهناك كانت الأيام تمر والإمام يضطلع بنفسه بحل العقد والمعضلات بمقدرة فائقة يوما بعد يوم.
وقد وقعت خلال تلك الفترة حوادث عديدة مؤلمة كان الإمام يوسي الأمة فيها ويبعث الأمل والإيمان في القلوب ذلك انه لم يكن قائدا فحسب بل كان أبا حنونا يحب الجميع من صميم قلبه حتى من غرق في المتاهات وضل الطريق والكل كان بدوره يعشق الامام بمن فيهم المستضعفون والأحرار من البلدان الأخرى وفي هذه الفترة ألقى الإمام معظم خطبه وفيها بين مجمل الحلول وكل الأطر الكفيلة بإدارة البلاد ومبادئ الحكم وأسس الدين ومكارم الأخلاق ومثل الجمهورية الاسلاميه والقيم الإلهية وواجبات المؤسسات الثورية والسياستين الخارجية والداخلية و.... والى غير ذلك من الشؤون الأساسية كما وبين الموقف من الحرب والدستور والقيادة ونطاق صلاحيات ولاية الفقيه وبعبارة أخرى اضطلع الإمام بكافة مسؤوليات القائد بأفضل مايمكن وأكمل هدايته للأمة حسبما عهد به الله أليه وآنئذ انتهت به الرسالة إلى نهاية المطاف واستعد للرحيل وكان رحيلا من نوع أخر حيث غادر منزله وغرفته الخاصة بالعبادة في جماران في 23/5/1989م.

المستشفى :
23/5/1989م لغاية 3/6/1989م
كان المرض عضالا شديد الخطورة فكان لا بد من إجراء العملية الجراحية وبعد أن عرض الأطباء التقرير الطبي على أقرب المقربين إلى الإمام بمن فيهم السيد احمد الخميني ومسئولي السلطات الثلاث , ووافق هؤلاء بدءوا بالعملية الجراحية في المعدة والجهاز الهضمي فكان كل شيء على خير ما يرام وتمت العملية بنجاح لكن أسارير الإمام كانت تنبئ عن شيء أخر فكان أن تفوه بهذا الكلام )) أوصوا الناس بالدعاء إلى الله أن يقبلني إليه)).
إذا كان الإمام متأهبا للرحيل مترقبا الهجرة الأخرى وكان وجهه طافحا بأمارات اللهفة والشوق وفيما كان من في الأرض قد بذل جل جهده المادي والمعنوي للحؤول دون ذلك الرحيل وكان اللقاء الرباني يدنو دنو الساعة عندها حان الوصل وبدا على طلعة الإمام سكون النفس المطمئنة.
وفجأة هتف الهاتف : ( يا أيها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية ) وحينئذ فاضت روحه الطاهرة وتوقف الزمن والساعة تشير إلى العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة ليلا في السبت الثامن والعشرين من شوال 1409 للهجرة (3/6/1989م ).

الوداع والتشييع والحداد : 4/6/1989م
صباح الأحد 4/6/1989م تم الإعلان عن نبا وفاته
 

المهندس ماجد

كاتب جيد جدا
رد: الأمام الخميني

اخي فتى العاصي اشكرك جدا على طرحك لهذا الموضوع ولكن اخي الكريم هل انت جاهز للدخول بمناقشة معي حول ماتفضلت به ؟؟ وبتمنى يكون النقاش هنا وعلني
تحياتي الك وتقبل مروري
 

nour_nono

كاتب جيد
جزاك الله خيـر

بارك الله في جهودك

وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
 

مواضيع مماثلة

أعلى