فارس النور
كاتب جيد جدا
تحياتي أحبائي في قسم الشعر..
ربما تكون طويلة عند بعضهم إلا أنها من أجمل القصائد التي يدمي لها القلب.. قصة مأساوية لزريق البغدادي الذي ترك ابنة عمه وعشيقته ليسافر إلى الأندلس ويسعى للرزق ليعود بعد ذلك فيتزوجها.. إلا أنه لم يصل إلى مناه ومات في تلك الغربة وقد وجدوا عند رأسه هذه القصيدة التي يصوّر فيها ندمه حين ترك حبيبة قلبه ولحظات الفراق والحال التي وصل إليها وقد تقطعت به السبل للرجوع إلى الديار.. أترككم مع هذا المشهد الإنساني المحزن..لا تعذليـهِ ، فــإن الـعـذلَ يولِـعُـهُ
قـد قلـتِ حقـاًّ ولكـن ليـس يسمعـهُ
جـاوزتِ فـي لومـهِ حـدّاً أضـرَّ بـهِ
مـن حيـث قـدرتِ أن اللـومَ ينفـعـهُ
فاستعملـي الرفـقَ فـي تأنيبـهِ بـدلاً
من عذلهِ فهو مضنـى القلـبِ موجعـهُ
قـد كـان مضطلعـاً بالخطـبِ يحملـهُ
فضُيِّقـتْ بخطـوبِ الـدهـرِ أضلـعُـهُ
يكفيـهِ مـن لوعـةِ التشتيـتِ أن لـهُ
مـن النَّـوى كـلَّ يـومٍ مـا يروِّعـهُ
مـا آبَ مــن سـفـرٍ إلاّ وأزعَـجـهُ
رأيٌ إلـى سَـفَـرٍ بالـعـزمِ يزمـعـهُ
كأنّمـا هـو فــي حــلٍّ ومرتـحـلٍ
مـوكَّـلٌ بقـضـاءِ الـلّـه يـذرعـهُ
إنَّ الزمـانَ أراهُ فـي الرحيـلِ غـنـىً
ولو إلى السـدِّ أضحـى وهـو يزمعـهُ
ومـا مجـاهـدةُ الإنـسـانِ توصـلـهُ
رزقـاً ، ولا دعـةُ الإنسـانِ تقطـعـهُ
قـد وزَّعَ اللّـهُ بيـن الخلـقِ رزقهمـو
لـم يخلـق اللهُ مـنْ خلـقٍ يُضيـعـهُ
لكنهـم كلفـوا حرصـاً ، فلسـت تـرى
مسترزقـاً وسـوى الغايـاتِ تقنـعُـهُ
والحرصُ في الرزقِ ، والأرزاق قد قسمتْ
بغـيٌ ؛ ألا إنَّ بغـيَ المـرءِ يصرعـهُ
والدهرُ يعطي الفتى - من حيث يمنعـه-ُ
إرثـاً ، ويمنعُـهُ مـن حيـث يطمـعـهُ
أستـودعُ الله فـي بغـدادَ لـي قـمـراً
بالكـرخِ " مـن فلـكِ الأزرارِ مطلعـهُ
ودعـتُـهُ وبــودي لــو يودعـنـي
صفـوُ الحيـاةِ ، وأنــي لا أودعــهُ
وكم تشبَّث بـي يـومَ الرحيـلِ ضحـىً
وأدمـعـي مستـهـلاتٌ ، وأدمـعُــهُ
لا أكـذبَ اللهُ ، ثـوبَ الصبـرِ منخـرقٌ
عـنّـي بفرقـتـهِ ، لـكـن أُرقِّـعُـهُ
إنّـي أُوسِّـعُ عـذري فــي جنايـتـهِ
بالبيـنِ عنـهُ ، وجرمـي لا يوسِّـعُـهُ
رُزِقْـتُ مُلكـاً فلـم أحسـن سياستـهُ
وكـلُّ مـن لا يسـوسُ الملـكَ يخلعُـهُ
ومـن غـدا لابسـاً ثـوبَ النعيـمِ بـلا
شكـرٍ علـيـهِ ، فــإنَّ الله ينـزعـهُ
اعتضتُ من وجـهِ خلّـي بعـدَ فرقتـهِ
كأسـاً أُجـرَّعُ منهـا مــا أُجـرّعـهُ
كم قائلِ لي : ذقـت البيـن ، قلـت لـهُ
الذنـبُ واللّـه ذنبـي ، لسـتُ أدفـعـهُ
ألا أقمـت فكـان الـرشـدُ أجمـعـهُ ؟
لـو أننـي يـوم بـانَ الرشـدُ أتبـعـهُ
إنــي لأقـطـعُ أيـامـي ، وأنفـدُهـا
بحسـرةٍ منـه فـي قلـبـي تقطِّـعـهُ
بمـن إذا هجـعَ الـنُّـوامُ بــتُّ لــه
- بلوعةٍ منـهُ - ليلـي لسـتُ أهجعـهُ
لا يطمئـنُّ لجنبـي مضجـعٌ ، وكــذا
لا يطمئـنُّ لـهُ مـذْ بِنـتُ مضجـعـهُ
مـا كنـتُ أحسـبُ أن الدهـرَ يفجعنـي
بـهِ ، ولا أنَّ بــيَ الأيــامَ تفجـعـهُ
حتـى جـرى البيـنُ فيمـا بيننـا بيـدٍ
عسـراءَ ، تمنعنـي حظّـي وتمنـعـهُ
قد كنتُ من ريبِ دهري جازعـاً فزعـاً
فلـمْ أوقَّ الـذي قـدْ كنـتُ أجـزعـهُ
باللّهِ يا منـزلَ العيـشِ الـذي درسـتْ
آثـارُهُ ، وعَفَـتْ مـذْ بـنـتُ أربـعـهُ
هـل الزمـانُ معـيـدٌ فـيـكَ لذتـنـا
أم الليالـي التـي أمضـتـهُ ترجـعـهُ
فـي ذمـةِ اللهِ مـن أصبحـتَ منزلـهُ
وجـاد غيـثٌ علـى مغنـاكَ يمـرعُـهُ
مـن عنـدهُ لـيّ عـهـدٌ لا يضيِّـعُـهُ
كمـا لـهُ عهـدُ صــدقٍ لا أضيِّـعُـهُ
ومـن يصـدِّعُ قلـبـي ذكــرهُ ، وإذا
جـرى علـى قلبـهِ ذكـري يصـدِّعـهُ
لأصـبــرنَّ لـدهــرٍ لا يمتـعـنـي
بـهِ ، ولا بـيَ فـي حــالٍ يمتـعـهُ
علمـاً بـأن اصطبـاري معقـبٌ فرَجـاً
فأضيـقُ الأمـرِ إن فـكَّـرتَ أوسـعـهُ
عسـى الليالـي التـي أضنـت بفرقتنـا
جسمـي ، ستجمعنـي يومـاً وتجمعـهُ
وإن تـغـلُ أحــداً مـنّـا منـيَّـتـهُ
فمـا الـذي بقـضـاءِ اللهِ يصنـعـهُ !
ربما تكون طويلة عند بعضهم إلا أنها من أجمل القصائد التي يدمي لها القلب.. قصة مأساوية لزريق البغدادي الذي ترك ابنة عمه وعشيقته ليسافر إلى الأندلس ويسعى للرزق ليعود بعد ذلك فيتزوجها.. إلا أنه لم يصل إلى مناه ومات في تلك الغربة وقد وجدوا عند رأسه هذه القصيدة التي يصوّر فيها ندمه حين ترك حبيبة قلبه ولحظات الفراق والحال التي وصل إليها وقد تقطعت به السبل للرجوع إلى الديار.. أترككم مع هذا المشهد الإنساني المحزن..لا تعذليـهِ ، فــإن الـعـذلَ يولِـعُـهُ
قـد قلـتِ حقـاًّ ولكـن ليـس يسمعـهُ
جـاوزتِ فـي لومـهِ حـدّاً أضـرَّ بـهِ
مـن حيـث قـدرتِ أن اللـومَ ينفـعـهُ
فاستعملـي الرفـقَ فـي تأنيبـهِ بـدلاً
من عذلهِ فهو مضنـى القلـبِ موجعـهُ
قـد كـان مضطلعـاً بالخطـبِ يحملـهُ
فضُيِّقـتْ بخطـوبِ الـدهـرِ أضلـعُـهُ
يكفيـهِ مـن لوعـةِ التشتيـتِ أن لـهُ
مـن النَّـوى كـلَّ يـومٍ مـا يروِّعـهُ
مـا آبَ مــن سـفـرٍ إلاّ وأزعَـجـهُ
رأيٌ إلـى سَـفَـرٍ بالـعـزمِ يزمـعـهُ
كأنّمـا هـو فــي حــلٍّ ومرتـحـلٍ
مـوكَّـلٌ بقـضـاءِ الـلّـه يـذرعـهُ
إنَّ الزمـانَ أراهُ فـي الرحيـلِ غـنـىً
ولو إلى السـدِّ أضحـى وهـو يزمعـهُ
ومـا مجـاهـدةُ الإنـسـانِ توصـلـهُ
رزقـاً ، ولا دعـةُ الإنسـانِ تقطـعـهُ
قـد وزَّعَ اللّـهُ بيـن الخلـقِ رزقهمـو
لـم يخلـق اللهُ مـنْ خلـقٍ يُضيـعـهُ
لكنهـم كلفـوا حرصـاً ، فلسـت تـرى
مسترزقـاً وسـوى الغايـاتِ تقنـعُـهُ
والحرصُ في الرزقِ ، والأرزاق قد قسمتْ
بغـيٌ ؛ ألا إنَّ بغـيَ المـرءِ يصرعـهُ
والدهرُ يعطي الفتى - من حيث يمنعـه-ُ
إرثـاً ، ويمنعُـهُ مـن حيـث يطمـعـهُ
أستـودعُ الله فـي بغـدادَ لـي قـمـراً
بالكـرخِ " مـن فلـكِ الأزرارِ مطلعـهُ
ودعـتُـهُ وبــودي لــو يودعـنـي
صفـوُ الحيـاةِ ، وأنــي لا أودعــهُ
وكم تشبَّث بـي يـومَ الرحيـلِ ضحـىً
وأدمـعـي مستـهـلاتٌ ، وأدمـعُــهُ
لا أكـذبَ اللهُ ، ثـوبَ الصبـرِ منخـرقٌ
عـنّـي بفرقـتـهِ ، لـكـن أُرقِّـعُـهُ
إنّـي أُوسِّـعُ عـذري فــي جنايـتـهِ
بالبيـنِ عنـهُ ، وجرمـي لا يوسِّـعُـهُ
رُزِقْـتُ مُلكـاً فلـم أحسـن سياستـهُ
وكـلُّ مـن لا يسـوسُ الملـكَ يخلعُـهُ
ومـن غـدا لابسـاً ثـوبَ النعيـمِ بـلا
شكـرٍ علـيـهِ ، فــإنَّ الله ينـزعـهُ
اعتضتُ من وجـهِ خلّـي بعـدَ فرقتـهِ
كأسـاً أُجـرَّعُ منهـا مــا أُجـرّعـهُ
كم قائلِ لي : ذقـت البيـن ، قلـت لـهُ
الذنـبُ واللّـه ذنبـي ، لسـتُ أدفـعـهُ
ألا أقمـت فكـان الـرشـدُ أجمـعـهُ ؟
لـو أننـي يـوم بـانَ الرشـدُ أتبـعـهُ
إنــي لأقـطـعُ أيـامـي ، وأنفـدُهـا
بحسـرةٍ منـه فـي قلـبـي تقطِّـعـهُ
بمـن إذا هجـعَ الـنُّـوامُ بــتُّ لــه
- بلوعةٍ منـهُ - ليلـي لسـتُ أهجعـهُ
لا يطمئـنُّ لجنبـي مضجـعٌ ، وكــذا
لا يطمئـنُّ لـهُ مـذْ بِنـتُ مضجـعـهُ
مـا كنـتُ أحسـبُ أن الدهـرَ يفجعنـي
بـهِ ، ولا أنَّ بــيَ الأيــامَ تفجـعـهُ
حتـى جـرى البيـنُ فيمـا بيننـا بيـدٍ
عسـراءَ ، تمنعنـي حظّـي وتمنـعـهُ
قد كنتُ من ريبِ دهري جازعـاً فزعـاً
فلـمْ أوقَّ الـذي قـدْ كنـتُ أجـزعـهُ
باللّهِ يا منـزلَ العيـشِ الـذي درسـتْ
آثـارُهُ ، وعَفَـتْ مـذْ بـنـتُ أربـعـهُ
هـل الزمـانُ معـيـدٌ فـيـكَ لذتـنـا
أم الليالـي التـي أمضـتـهُ ترجـعـهُ
فـي ذمـةِ اللهِ مـن أصبحـتَ منزلـهُ
وجـاد غيـثٌ علـى مغنـاكَ يمـرعُـهُ
مـن عنـدهُ لـيّ عـهـدٌ لا يضيِّـعُـهُ
كمـا لـهُ عهـدُ صــدقٍ لا أضيِّـعُـهُ
ومـن يصـدِّعُ قلـبـي ذكــرهُ ، وإذا
جـرى علـى قلبـهِ ذكـري يصـدِّعـهُ
لأصـبــرنَّ لـدهــرٍ لا يمتـعـنـي
بـهِ ، ولا بـيَ فـي حــالٍ يمتـعـهُ
علمـاً بـأن اصطبـاري معقـبٌ فرَجـاً
فأضيـقُ الأمـرِ إن فـكَّـرتَ أوسـعـهُ
عسـى الليالـي التـي أضنـت بفرقتنـا
جسمـي ، ستجمعنـي يومـاً وتجمعـهُ
وإن تـغـلُ أحــداً مـنّـا منـيَّـتـهُ
فمـا الـذي بقـضـاءِ اللهِ يصنـعـهُ !
:eh_s(17)::eh_s(21):وتقبلوا تحياتي:eh_s(17)::eh_s(21):
.............