فارس النور
كاتب جيد جدا
السائد في شعر المتنبى
الهمزةوهَبنــي قلـت: هـذا الصبـحُ لَيـلٌ = أَيعمــى العــالَمونَ عَـن الضّيـاء؟
وإذا خَــفيتُ عــلى الغَبِـيِّ فَعـاذِرٌ = أنْ لا تَـــراني مُقْلَـــةٌ عَمْيــاءُ
صَغُـرْتَ عَـنِ المـديحِ فقُلْـتَ أُهجَـى = كــأَنَّكَ مـا صَغُـرْتَ عَـنِ الهِجـاءِ
مــا الخِــلُّ إِلا مَــن أَودُّ بِقَلبِــهِ = وأَرَى بِطَــرفٍ لا يَــرَى بِسَــوائِهِ
لا تَعــذُل المُشــتاقَ فــي أَشـواقِهِ = حــتّى يَكُـونَ حَشـاكَ فـي أَحشـائِه
الباء
فَـالمَوْتُ أَعْـذَرُ لـي والصَّبْرُ أَجْمَلُ بي = والــبَرُّ أَوْسَــعُ والدُّنْيـا لِمَـنْ غَلَبـا
أظْمَتْنِـــيَ الدُّنْيــا فَلَمَّــا جئْتُهــا = مُستَسِــقياً مَطَــرَتْ عَـلَيّ مَصائِبـا
فــالمَوْتُ تُعْـرَفُ بالصِّفـاتِ طِباعُـهُ = لــم تَلْــقَ خَلْقــاً ذاقَ مَوْتـاً آئِبـا
كَثِــيرُ حَيــاةِ المَـرْءِ مِثْـلُ قَلِيلِهـا = يَــزُولُ وبـاقي عَيشِـهِ مِثْـلُ ذاهِـبِ
وقــد فــارَقَ النـاسَ الأَحِبَّـةُ قَبلَنـا = وأَعيــا دواءُ المَــوت كُـلَّ طَبِيـبِ
فــرُبَّ كَــئِيبٍ لَيسَ تَنـدَى جُفونُـهُ = ورُبَّ نَــدِيِّ الجَــفنِ غــيرُ كَـئِيبِ
إِذا اســتقبَلَتْ نَفسُ الكَــرِيمِ مُصابَهـا = بِخُــبثٍ ثَنَــتْ فاسـتَدبَرَتْهُ بِطِيـبِ
وفـي تَعـبٍ مَـن يَحسُدُ الشَمسَ نُورَها = ويَجــهَدُ أَنْ يَــأتي لَهــا بِضَـرِيبِ
ومـن صَحِـبَ الدُنيـا طَـويلاً تَقَلَّبَـتْ = عـلى عَينِـهِ حـتَّى يَـرَى صِدْقَها كِذْبا
ومـن تكُـنِ الأُسْـدُ الضَّـوارِي جُدودَهُ = يَكُـنْ لَيلُـهُ صُبحـاً ومَطعَمُـهُ غَصْبـا
ولَســتُ أُبـالي بَعْـدَ إِدراكِـيَ العُـلَى = أَكــانَ تُراثـاً مـا تَنـاوَلتُ أم كَسْـبا
أَرَى كُلَّنــا يَبغِــي الحَيــاةَ لِنَفْسِـهِ = حَرِيصـاً عليهـا مُسْـتَهاماً بِهـا صَبَّـا
فحُــبُّ الجَبــانِ النَفْسَ أَورَدَهُ البَقــا = وحُـبُّ الشُـجاعِ الحَـرْبَ أَورَدَهُ الحَرْبا
ويَخــتَلِفُ الرِزْقــانِ والفِعـلُ واحِـدٌ = إلـى أَنْ تَـرَى إِحسـانَ هـذا لِـذا ذَنْبا
وكــــم ذَنْـــبٍ مُوَلِّـــدُهُ دَلالٌ = وكـــم بُعـــدٍ مُوَلِّــدُهُ اقــتِرابُ
وجُـــرمٍ جَــرَّهُ سُــفهاءُ قَــومٍ = وَحَــلَّ بِغَــيرِ جارِمِــهِ العَــذابُ
وإنْ تكُـنْ تَغلِـبُ الغَلبـاءُ عُنصُرَهـا = فـإنَّ فـي الخَـمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ
وَعــادَ فـي طَلَـبِ المَـتْروكِ تارِكُـهُ = إنَّــا لَنَغفُــلُ والأيَّـامُ فـي الطَلَـبِ
حُسْــنَ الحِضـارةِ مَجـلُوبٌ بِتَطْرِيٍـة = وفـي البِـداوةِ حُسْـنٌ غَـيرُ مَجـلُوبِ
لَيـتَ الحَـوادِثَ بـاعَتْنِي الَّـذي أَخَذَتْ = مِنّـي بحـلْمي الَّـذِي أَعْطَـتْ وتَجريبي
فَمــا الحَداثــةُ مــن حِـلْمٍ بِمانِعـةٍ = قـد يُوجَـدُ الحِـلْمُ فـي الشُبَّانِ والشِيبِ
وَمــا الخَــيلُ إلاَّ كـالصَديقِ قَلِيلـةٌ = وإن كَـثُرَت فـي عَيْـنِ مَـن لا يُجرِّبُ
* *
لَحَـى اللُـه ذي الدُنيـا مُناخًـا لِـراكِبٍ = فكُــلُّ بَعِيــدِ الهَــمِّ فيهـا مُعـذَّبُ
وكُـلُّ امـرِىءٍ يُـولي الجَـمِيلَ مُحببٌ = وكُــل مَكــانٍ يُنبِـتُ العِـزَّ طَيـبُ
* *
وأَظلَـم أَهـل الظُلْـمِ مَـن بـاتَ حاسدًا = لِمَــن بــات فــي نَعمائِـهِ يَتَقَلـبُ
* *
وللســرِّ مِنّــي مَــوضِعٌ لا يَنالُـهُ = نَــدِيمٌ وَلا يُفضِــي إليــهِ شَـرابُ
* *
أَعَـزُّ مَكـانٍ فـي الـدُنَى سَـرجُ سابِحٍ = وخَــيرُ جَـليسٍ فـي الزَمـانِ كتـابُ
* *
وَمـا أَنـا بِالبـاغي عـلى الحُبّ رِشوةً = ضَعِيـفُ هَـوًى يُبغـى عليـهِ ثَـوابُ
* *
إذا نلــتُ منـكَ الـود فالمـال هَيـن = وكُــل الَـذي فَـوَقَ الـتُرابِ تـرابُ
* *
نَحــنُ بنُــو المــوَتَى فَمـا بالُنـا = نَعــافُ مــا لابُــدَّ مــن شُـربِهِ
* *
لــو فكَّــرَ العاشِــقُ فـي مُنتَهـى = حســنِ الَّــذي يَســبِيهِ لـم يَسْـبهِ
* *
يَمــوتُ راعـي الضَّـأَنِ فـي جَهلِـه = مِيتـــةَ جــالِينُوسَ فــي طِبِّــهِ
* *
وغايـــةُ المُفْــرطِ فــي سِــلْمِهِ = كَغَايـــةِ المفُــرطِ فــي حَرْبِــهِ
فَـــلا قَضَــى حاجَتَــهُ طــالِبٌ = فُـــؤادُهُ يَخـــفِقُ مــن رُعْبِــهِ
الهمزةوهَبنــي قلـت: هـذا الصبـحُ لَيـلٌ = أَيعمــى العــالَمونَ عَـن الضّيـاء؟
وإذا خَــفيتُ عــلى الغَبِـيِّ فَعـاذِرٌ = أنْ لا تَـــراني مُقْلَـــةٌ عَمْيــاءُ
صَغُـرْتَ عَـنِ المـديحِ فقُلْـتَ أُهجَـى = كــأَنَّكَ مـا صَغُـرْتَ عَـنِ الهِجـاءِ
مــا الخِــلُّ إِلا مَــن أَودُّ بِقَلبِــهِ = وأَرَى بِطَــرفٍ لا يَــرَى بِسَــوائِهِ
لا تَعــذُل المُشــتاقَ فــي أَشـواقِهِ = حــتّى يَكُـونَ حَشـاكَ فـي أَحشـائِه
الباء
فَـالمَوْتُ أَعْـذَرُ لـي والصَّبْرُ أَجْمَلُ بي = والــبَرُّ أَوْسَــعُ والدُّنْيـا لِمَـنْ غَلَبـا
أظْمَتْنِـــيَ الدُّنْيــا فَلَمَّــا جئْتُهــا = مُستَسِــقياً مَطَــرَتْ عَـلَيّ مَصائِبـا
فــالمَوْتُ تُعْـرَفُ بالصِّفـاتِ طِباعُـهُ = لــم تَلْــقَ خَلْقــاً ذاقَ مَوْتـاً آئِبـا
كَثِــيرُ حَيــاةِ المَـرْءِ مِثْـلُ قَلِيلِهـا = يَــزُولُ وبـاقي عَيشِـهِ مِثْـلُ ذاهِـبِ
وقــد فــارَقَ النـاسَ الأَحِبَّـةُ قَبلَنـا = وأَعيــا دواءُ المَــوت كُـلَّ طَبِيـبِ
فــرُبَّ كَــئِيبٍ لَيسَ تَنـدَى جُفونُـهُ = ورُبَّ نَــدِيِّ الجَــفنِ غــيرُ كَـئِيبِ
إِذا اســتقبَلَتْ نَفسُ الكَــرِيمِ مُصابَهـا = بِخُــبثٍ ثَنَــتْ فاسـتَدبَرَتْهُ بِطِيـبِ
وفـي تَعـبٍ مَـن يَحسُدُ الشَمسَ نُورَها = ويَجــهَدُ أَنْ يَــأتي لَهــا بِضَـرِيبِ
ومـن صَحِـبَ الدُنيـا طَـويلاً تَقَلَّبَـتْ = عـلى عَينِـهِ حـتَّى يَـرَى صِدْقَها كِذْبا
ومـن تكُـنِ الأُسْـدُ الضَّـوارِي جُدودَهُ = يَكُـنْ لَيلُـهُ صُبحـاً ومَطعَمُـهُ غَصْبـا
ولَســتُ أُبـالي بَعْـدَ إِدراكِـيَ العُـلَى = أَكــانَ تُراثـاً مـا تَنـاوَلتُ أم كَسْـبا
أَرَى كُلَّنــا يَبغِــي الحَيــاةَ لِنَفْسِـهِ = حَرِيصـاً عليهـا مُسْـتَهاماً بِهـا صَبَّـا
فحُــبُّ الجَبــانِ النَفْسَ أَورَدَهُ البَقــا = وحُـبُّ الشُـجاعِ الحَـرْبَ أَورَدَهُ الحَرْبا
ويَخــتَلِفُ الرِزْقــانِ والفِعـلُ واحِـدٌ = إلـى أَنْ تَـرَى إِحسـانَ هـذا لِـذا ذَنْبا
وكــــم ذَنْـــبٍ مُوَلِّـــدُهُ دَلالٌ = وكـــم بُعـــدٍ مُوَلِّــدُهُ اقــتِرابُ
وجُـــرمٍ جَــرَّهُ سُــفهاءُ قَــومٍ = وَحَــلَّ بِغَــيرِ جارِمِــهِ العَــذابُ
وإنْ تكُـنْ تَغلِـبُ الغَلبـاءُ عُنصُرَهـا = فـإنَّ فـي الخَـمرِ مَعنًى لَيسَ في العِنَبِ
وَعــادَ فـي طَلَـبِ المَـتْروكِ تارِكُـهُ = إنَّــا لَنَغفُــلُ والأيَّـامُ فـي الطَلَـبِ
حُسْــنَ الحِضـارةِ مَجـلُوبٌ بِتَطْرِيٍـة = وفـي البِـداوةِ حُسْـنٌ غَـيرُ مَجـلُوبِ
لَيـتَ الحَـوادِثَ بـاعَتْنِي الَّـذي أَخَذَتْ = مِنّـي بحـلْمي الَّـذِي أَعْطَـتْ وتَجريبي
فَمــا الحَداثــةُ مــن حِـلْمٍ بِمانِعـةٍ = قـد يُوجَـدُ الحِـلْمُ فـي الشُبَّانِ والشِيبِ
وَمــا الخَــيلُ إلاَّ كـالصَديقِ قَلِيلـةٌ = وإن كَـثُرَت فـي عَيْـنِ مَـن لا يُجرِّبُ
* *
لَحَـى اللُـه ذي الدُنيـا مُناخًـا لِـراكِبٍ = فكُــلُّ بَعِيــدِ الهَــمِّ فيهـا مُعـذَّبُ
وكُـلُّ امـرِىءٍ يُـولي الجَـمِيلَ مُحببٌ = وكُــل مَكــانٍ يُنبِـتُ العِـزَّ طَيـبُ
* *
وأَظلَـم أَهـل الظُلْـمِ مَـن بـاتَ حاسدًا = لِمَــن بــات فــي نَعمائِـهِ يَتَقَلـبُ
* *
وللســرِّ مِنّــي مَــوضِعٌ لا يَنالُـهُ = نَــدِيمٌ وَلا يُفضِــي إليــهِ شَـرابُ
* *
أَعَـزُّ مَكـانٍ فـي الـدُنَى سَـرجُ سابِحٍ = وخَــيرُ جَـليسٍ فـي الزَمـانِ كتـابُ
* *
وَمـا أَنـا بِالبـاغي عـلى الحُبّ رِشوةً = ضَعِيـفُ هَـوًى يُبغـى عليـهِ ثَـوابُ
* *
إذا نلــتُ منـكَ الـود فالمـال هَيـن = وكُــل الَـذي فَـوَقَ الـتُرابِ تـرابُ
* *
نَحــنُ بنُــو المــوَتَى فَمـا بالُنـا = نَعــافُ مــا لابُــدَّ مــن شُـربِهِ
* *
لــو فكَّــرَ العاشِــقُ فـي مُنتَهـى = حســنِ الَّــذي يَســبِيهِ لـم يَسْـبهِ
* *
يَمــوتُ راعـي الضَّـأَنِ فـي جَهلِـه = مِيتـــةَ جــالِينُوسَ فــي طِبِّــهِ
* *
وغايـــةُ المُفْــرطِ فــي سِــلْمِهِ = كَغَايـــةِ المفُــرطِ فــي حَرْبِــهِ
فَـــلا قَضَــى حاجَتَــهُ طــالِبٌ = فُـــؤادُهُ يَخـــفِقُ مــن رُعْبِــهِ