نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

م.ريما خضـر

الشاعرة الحرة
اخواني أعضاء ومشرفين منارة سورياالكرام هل أنتم على قدر هذا التحدي..أرت أن أعمل من هذا الموضوع موضوع للنقاش والتسابق في تقديم روائع ما كتب شاعر العصر (العملاق)نزار قباني.وسوف أبدأ أنا ببعض روائع نزار قباني أضعها بين أيديكم وأتمنى من الجميع المتابعة والمشاركة في هذا السباق..ومتابعة الموضوع..وأنا أعدكم أنه سوف يكون موضوع متجدد في استمرار .وأنا سابدأ الموضوع بالقليل عن نزار قباني ...

((نــــزار قباني))

نزار قباني (1923-1998): شاعر سوري اشتهر بأعماله الرومانسية والسياسية الجريئة. تميزت قصائده بلغة سهلة وجدت بسرعة ملايين القراء في أنحاء العالم العربي. ولد نزار من عائلة دمشقية، درس القانون في جامعة دمشق وتخرج عام 1945. عمل سفيراً لسوريا في مصر وتركيا وبريطانيا والصين وإسبانيا قبل أن يتقاعد عام 1966. انتقل إلى بيروت (لبنان) حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم "منشورات نزار قباني". بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته، وتناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة. تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993). سيره ذاتيهولد ليكتب الشعر..لم يترك بيتاً لم يدخله..ولم يترك حديقة لم يجلس تحت أشجارها..ولم يترك امرأة لم يزرع في شعرها قصيدة..ولم يترك طفلا لم يلعب معه...ولم يترك عاشقا إلا احتضنه..ولا عاشقة إلا أهداها ديوناً من شعره..وعلمها كيف تكتشف أنوثتها...هكذا رأى نزار قباني نفسه وهكذا كان هو.انه شاعر كل الفصول..فمع قمر الصيف يأتي..ومع الياسمين الدمشقي يأتي..ومع سمفونية الأمطار يأتي..ومع التماعات البرق.. يأتي..ومع بكاء الوطن يبكي.. ومع نزيفه ينزف.."سيرة ذاتية"نزار قباني• ولد في دمشق في21آذار(مارس)1923 .• درس في دمشق.وتخرج من كلية الحقوق بالجامعة السورية عام 1944 .• التحق بعد تخرجه من الجامعة بوزارة الخارجية السورية ، وشغل عددا من المناصب الدبلوماسية في القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، وبيروت.• استقال من العمل الدبلوماسي في ربيع عام 1966 ، وأسس داراًًًًََََ للنشر في بيروت باسمه ، متفرغاً لقدره الوحيد: الشعر.• ركّز في بداياته على شعر الحُب . وحاول أن يُخرج علاقات الحب في المجتمع العربي من مغائر القهر ، والكبت ، والباطنيّة إلى ضوء الشمس ، ومنحها العلنية والشرعية.• كسر صورت المرأة الجارية ، وحوّل جسد المرأة العربية من وليمة بدائيّة ، تستعمل فيها الأنياب والأظافر، إلى معرض أزهار.• اخترع لنفسه لغة خاصة به ، تقترب من لغة الحوار اليومي ، واتّجه بشعره إلى جميع طبقات الشعب العربي ، كاسراً بذلك جدار الخوف بين الشعر وبين الناس ، بحيث أصبح الشعر على يده خبزا يومياًَََََ، وقماش شعبياً يرتديه 200 مليون عربي.• أكثر الشعراء العرب شعبية ، وشهرة ، وانتشاراً. وأكثر الشعراء العرب تأثيراًًً في وجدان مواطنيه ، وأول من (أمّم) الشعر، وجعله حديقة عامة يدخلها جميع المواطنين ، ومطراًًًًً يسقط على جميع النوافذ.• كتب الشعر وهو في السادسة عشر(1939) ، وكان ديوانه الأول (قالت لي السمراء) الصادر عام 1944 ، زلزالاً شعرياً ضرب أساسات الشكل والمضمون في القصيدة العربية.• منذ ديوانه الأول وهو يقاتل حتى يصبح البحر أكثر زرقة..والأشجار أكثر ورقاً..وقامة الإنسان أكثر ارتفاعاً..والحرية أكثر حريّة...• اضطرته ظروف الحرب اللبنانية إلى مغادرة بيروت عام1982 ، حيث أقام بين سويسرا وبريطانيا. ثم أقام في لندن.• أمسياته الشعرية التي يقدمها في كلّ المدائن العربية ، تُعتبر من الظواهر الثقافية النادرة ، كما تُعتبر تأكيداً لموقع الشعر الخطير في حياة العرب ، وفي تشكيل وجدان الإنسان العربي.• إنتقل شعرُه بعد هزيمة1967 نقلة نوعيّة ، من شعر الحبّ..إلى شعر السياسة ،واستطاع منذ ذلك التاريخ أن يمسك الوردة والمسدّس بيد واحدة.• أصدر إثني وأربعين مجموعة شعرية ونثرية بدءاً من مجموعته الشعرية الأولى (قالت لي السمراء) حتى مجموعته الشعرية والنثرية الأخيرة(إضاءات) الصادرة عام 1998.• أهم قصائده التي أحدثت خضّة في المجتمع العربي ، وأثارت غضب المحافظين هي (خبزٌ، وحشيشٌ ، وقمر) عام 1954 ، وناقشها البرلمان السوري حينئذ ، حيث طالب النواب اليمنيون بمحاكمة الشاعر ، وطرده من السلك الدبلوماسي. والقصيدة الثانية المغضوب عليها ، كانت (هوامش على دفتر النكسة)1967 ،التي كتبها في أعقاب حرب عام 1967 ، ومارس فيها نقداً سياسياً جارحاً للتقصير العربي ، ممّا أثار عليه غضب اليمين واليسار معاً.• خطابه الشعريّ- سواء العاطفي منه أو السياسي- يتميز بالصدق ، والعنف ، والتوتر العالي. وأهم ما فيه كشاعر أنه لا يقسم الكلمة إلى نصفين..ولا الحقيقة إلى نصفين.• شاعر تصادمي وغاضب ، كنس ألوف الخرافات التي تستوطن رأس الإنسان العربي ، وقاتل كل ملوك الغبار ، وكل رموز القمع ، ولم يتزوج من كل نساء العالم ، سوى امرأة واحدة ، هي الحريّة.الآن سوف أترككم مع الشاعر ليحدثكم عن نفسه.." أريد أن أكتب قصتّي مع الشعر قبل أن يكتبها أحدٌ غيري.أريد أن أرسم وجهي بيدي ، إذ لا أحد يستطيع أن يرسم وجهي أحسن مني.أريد أن أكشف الستائر عن نفسي بنفسي ، قبل أن يقصّني النقاد ويفصلوني على هواهم ، قبل أن يخترعوني من جديد.ثلاثة أرباع الشعراء من فيرجيل ، إلى شكسبير،إلى دانته ، إلى المتنبي ، من اختراع النقّاد ، أو من شغلهم وتطريزهم على الأقلّ.ومن سوء حظ الشعراء القدامى ، أنهم لم يكونوا يمتلكون دفاتر مذكّرات.أما أنا فهذا هو دفتر مذكّراتي ، سجّلتُ فيه كل تفاصيل رحلتي في غابة الشعر.لا أحد يستطيع أن يكون فمي أكثر من فمي..فالشعر نبات داخلي من نوع النباتات المتسلّقة التي تتكاثف وتتوالد في العتمة. إنه غابةٌ من القصب لا يعرف خريطتها إلا من راقبها وهي تكبر في داخله شجرة..شجرة..عن هذه الغابة المزروعة في داخلي ، سأتحدث..قد أنسى بعض الشجر، وقد أنسى بعض الورق ، وقد أنسى أسماء العصافير التي مرت بالغابة ، أو سكنت فيها ، ولكني سأحاول قدر الإمكان أن أنقل الغابة إليكم بكلّ جذوعها المبلّله ، وأزهارها المتوحّشة ، وصراصيرها المغنيّة..سأذهب مع القرّاء في نزهة قصيرة الى شاطئ البحر، ونقضي هناك عطلة نهاية الأسبوع.سأحدثهم ، وأنا متمدد على الرمل ، عن أخباري وعن أسفاري ، وعن أشعاري. سأحدثهم عن بداياتي ، وعن هواياتي ، وعن صديقاتي.سأحدثهم عن أسرتي ، وعن داري ، وعن مدرستي ، وعن الخلفيّة العائليّة والاجتماعية والثقافية التي تقف وراء شعري.سأحدثهم عمن رموني بالورد ، وعمن رموني بالحجارة .عمن عانقوني ومن صلبوني.سأحدثهم عن القصائد التي صنعت مجدي ، والقصائد التي حملت حتفي.سأحدثهم عن أصدقائي وعن أعدائي . عمّن نثروا في طريقي الزنابق.. ومن رفعوا في وجهي البنادق..ومنذ الآن أقول:إنني أحبهم جميعاً ، حاملي الزنابق ، وحاملي البنادق ، وأمدّ لهم يدي مبتسماً وشاكراً.فمن صوت القبلات عرفت حجم صوتي. ومن اصطدام السكاكين بلحمي ، عرفتُ أبعاد جسدي.من المديح تعلمت كثيراً . ومن الشتيمة تعلّمت أكثر.تعلمت أن كلّ كلمة يرسمها الشاعر على ورقة ، هي لافتة تحدّ في وجه العصر. وأن الكتابة هي إحداث خلخلة في نظام الأشياء وترتيبها. هي كسر قشرة الكون وتفتيتها.ولأن الشيء المكسور يدافع دائماً عن نفسه بالصراخ والضوضاء ، تصبح الكتابة - ولا سيّما في البلدان المتخلفّة التي تنام تحت لحاف الخرافة والتقاليد- قتالاً حقيقياً بالسلاح الأبيض..بين مطرقة الكاسر وأجزاء الشيء المكسور.من الدم السائل على وجهي وثيابي ، تعلّمت أن الأدب ليس مخدةً من ريش العصافير، ولا نزهة في ضوء القمر.تعلّمت أن الأدب ليس زهرةً نشكّها في عروة سترتنا ، ولكن صليبٌ من المتاعب نحمله على أكتافنا..الأدب جزية وضريبة ومشيٌ مستمرّ على سطح من الكبريت الساخن.الأدب ليس ابن السهولة ولا هو ابن المصادفة.أقول هذا لكل الذين يحسبون أن الموهبة ورقة يانصيب رابحة تخرج من كيس..لا علاقة للأدب باليانصيب أو الحظ..والشهرة ليست مائدة ربّانيّة تهبط من السماء.من رحم الصبر يخرج الأدب. من رحم الشغل والمعاناة والفجيعة.السيرة الذاتية تكاد تكون مجهولة في تاريخ أدبنا.الأديب العربي لا يحب السفر في داخل نفسه ، ولا يحب استعمال المرايا..حديث النفس للنفس في بلادنا مكروه . نحن لا نفهم المونولوج الداخلي ، ونعتبره نوعاً من الغرور والنرجسيّة.الشاعر العربي يبقى صامتاً بانتظار حفلة تأبينه. فحفلات التأبين هي المناسبة الذهبيّة التي يجلس فيها النقّاد على قبر الشاعر كي يلعبوا الورق..وأنا طبعاً لن أسمح لأحد أن يلعب الورق على قبري.لأنني أريد أن أشترك في اللعبة..."نزار قباني سنة1970( نزار الشاعر)"إن الذين يكتبون النثر، من قصة و رواية ومسرحيّة ،لا يعانون من أي مشكلة..فهم يمشون مشيّا طبيعياً ، ويسيرون على الأرصفة المخصّصة للمارة...أما الشعراء فهم يؤدون رقصة متوحشة ، يتخطّى فيها الراقص جسده.. ويتجاوز الإيقاع الموضوع ، ليصبح هو نفسه إيقاعاً..إنني أرقصُ .. ولا أعرف كيف..وأكتب الشعر، كما لا تدري السمكة كيف تسبح.. والأرنب كيف يقفز.. والنهد كيف يخالف قانون الجاذبيّة الأرضية.إن زعانفي ترتعش.. وأجنحتي تضرب بعضها.. وريشي يتناثر.. وأغرق.. وأتمزق.. وتخرج القصيدة من جسدي كما يخرج السهم الناريّ ، وكما تخرج الرصاصة من ماسورة المسدّس...الشاعر موجود في شعره بشكل إلزامي ، وجبريّ. إنه محتجز داخل الشعر، كما السمكة معتقلة في محيطها المائي ، لا تملك انسحابا.. ولا خلاصا..وما دام الشعر مزروعاً في الشاعر حربة من البرونز المشتعل ، فمن الصعب عليه اكتشاف الحدود الحقيقية للحربة ، والحدود الحقيقية للطعنه.. لأن اللحم والحربة أصبحا شيئا واحداً..إن تأمل الشاعر لما يجري في داخله عمل عسير..إنها ذات الصعوبة التي تعترض المرآة عندما تحاول أن ترى نفسها.. والوردة عندما تحاول أن تشمّ عطرها..من أنا؟إنني شاعر تصادمي..شاعر ، إذا لم يجد من يتخانق معه ، يتخانق مع ورقة الكتابة.. ومع الفعل والفاعل والمفعول به ، ومع أخوات كان ، وتاء التأنيث.. و نون النسوة.حتى حبيبتي ، إذا حاولت أن تكتم أنفاسي بشعرها الطويل.. خرجت بمظاهرة احتجاج ضد اللون الأسود..إنني لا أستطيع أن أكون مريحاً لا مع المرأة.. ولا مع الوطن..لكي أستطيع أن أكتب ، لابد أن أكون مستنفراً إلى أقصى حالات الاستنفار.. وأن أكون متحفزاً.. ومتوتر الأعصاب كفهد إفريقي.لا يمكنني أن أصير حمامة زاجلة.. أو نباتاً داخلياً للزينة..أو سمكة في " أكواريوم".أفضل ألف مرة أن أكون سمكة قرش في البحر الأحمر.. على أن أكون سمكة سردين تؤكل بالزيت والليمون.هل يعني هذا أن العدوانية من طبيعة الشعر؟بالأساس..لاولكن الشاعر العربي يجد نفسه منذ ولادته حتى موته.. نافش الريش ، عصبي الصوت ، كديك موضوع في الإقامة الجبرية يتخذ ليلا ونهاراً وضع الدفاع عن نفسه.. وعن دجاجاته.إذن كيف يمكن للشاعر العربي أن يتصالح مع واقعه؟كيف يمكنه أن يختم فمه بالشمع الأحمر؟كيف يمكنه أن يشعر بالطمأنينة.. وتجار الطيور من حوله يزايدون على ريشه.. وجناحيه.. وعذوبة صوته ، وقوة حنجرته؟كيف يمكن أن يكون شاهدا على هذا الانتحار الجماعي العربي ، دون أن يبكي ، أو يصرخ ، أو يحتج.. أو يرمي نفسه من الطابق التاسع والتسعين؟كيف يمكن أن يبقى الشاعر مهذباً.. ولطيفاً.. ومعقولا.. وكل ما حوله مشاهد متعاقبة من مسرح اللامعقول.لذلك تبدو الخيارات أمام الشاعر العربي محدودة جداً ، فأما أن تتحول اللغة بين يديه إلى قنبلة موقوتة.. وأما أن تتحول إلى حذاء عتيق..من أنا؟أنا شاعر مزروع كالرمح في الزمن العربي.أنا أدميه.. وهو يدميني.أنا أحاول تغيير إيقاعه ، وهو يحاول تغيير صوتي..أنا أحاول أن أفضحه ، وهو يحاول استئصال حنجرتي.أنا أحاول تحديه.. وهو يحاول رشوتي..أنا رجل يصحو ، وينام ، ويكتب ، على ضفاف الجرح العربي منذ سقوط الدولة العباسية حتى اليوم.الفرق بيني وبين سواي ، أنني لا أؤمن بالطب العربي .. ولا بالسحر العربي.. ولا أسمح لنفسي بالبقاء خارج غرفة العمليات أشرب القهوة.. وأدخن السجائر.. وأدعو للمريض بطول البقاء..إن غريزة الصراخ هي أقوى غرائزي.لذلك أرى نفسي في حالة صدام تلقائية ، مع كل (كباريهات) السياسة العربية ، ومع كل المطربين ، والطبالين ، والحشاشين ، والقوالين ، والقوادين ، الذين يشربون في النهار نخب الأمة العربية ويشربون في الليل دمها.في هذا الإطار غير المريح ، وهذا الطقس غير المعتدل.. وهذه البحار التي لا سواحل لها.. أمارس السفر و الكتابة.هناك بعض المسافرين من الكتاب والشعراء العرب ، قطعوا رحلتهم وعادوا..أما أنا فيبدو أن دوار البحر هو قدري.. والتصادم مع الديناصورات هو جزء من تاريخي..إن شعري ، هو محاولة لكسر جاذبية الأرض العربية .. ومغناطيسية الجاهلية العربية.إن السباحة ضد جاذبية الأرض كلها عملية منهكة.. والخروج من منطقة نفوذ القبيلة ، وأفكارها ، وعاداتها ، وقناعاتها ، مهمة صعبة ، ولكن من قراءة تاريخ الفكر العربي والعالمي ، يتبين أن الأدب الكبير كان دائماً مقترناً بالشهادة."(ولادته في شهر التغير والتحولات)"يوم ولدت في21في آذار1923 في بيت من بيوت دمشق القديمة ، كانت الأرض هي الأخرى في حالة ولادة..وكان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء.هل كانت مصادفة يا ترى أن تكون ولادتي في الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسها، وترمي فيه الأشجار كل أثوابها القديمة؟أم كان مكتوبا عليّ أن أكون كشهر آذار ، شهر التغير والتحولات.كل الذي أعرفه أنني يوم ولدت كانت الطبيعة تنفذ انقلابها على الشتاء...هذا ما كان يجري في داخل التراب ، أما في خارجه فقد كانت حركة المقاومة ضدالأنتداب الفرنسي تمتد من الأرياف السورية إلى المدن والأحياء الشعبية .وكان حي " الشاغور" ، حيث كنّا نسكن ، معقلا من معاقل المقاومة ، وكان زعماء هذه الأحياء الدمشقية من تجار ، ومهنيين وأصحاب حوانيت ، يمولون الحركة الوطنية.ويقودونها من حوانيتهم ومنازلهم.أبي" توفيق القباني " ، كان واحدا من أولئك الرجال ، وبيتنا كان واحدا من تلك البيوت.لم تكن مخيلتي الصغيرة في تلك الأعوام من الثلاثينات قادرة على وعي الأشياء بوضوح.ولكنني حين رأيت عساكر السنغال يدخلون في ساعات الفجر الأولى منزلنا بالبنادق والحراب ويأخذون أبي معهم في سيارة مصفحة إلى معتقل تدمر الصحراوي،عرفت أن أبي كان يمتهن عمل غير صناعة الحلويات...كان يمتهن صناعة الحرية."حلم الطفولة)"عندما كنت في سن الثالثة عشر ، كان ضيوف أبي يسألونه:- ماهي اهتمامات نزار؟ ماهي هواياته؟ ماذا يريد أن يكون؟..فيجيبهم أبي بكل بساطة:- إبني .. يريد أن يكون شاعرا...فيتغير لون سائليه ، ويتصبّب العرق البارد من جباههم ، فيلتفتون الى بعضهم قائلين:- لا حول ولا قوة إلا بالله.. قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا..كنت أسمع التعليقات الدراماتيكية ، فأتصوّر أن الشعر والكارثة شيء واحد.. وأن عفريتاً من العفاريت قد ركبني ، ولابد من أخذي إلى أحد الشيوخ الصالحين في حارتنا ، ليكتب لي حجاباً يشفيني من كوابيسي.. ويطرد العفاريت من رأسي..إن ربط الإبداع بالجنّ والعفاريت.. تكتيك عدواني مقصود.. غايته الترهيب والتخويف..فالمتضرّرون من الشعر كثيرون ، والمتربصون كثيرون ، والخائفون كثيرون...لأنه يدعو إلى تغيير الإنسان والعالم.فرجال الدين كانوا ضده.. والعلمانيون كانوا ضده..والماركسيون كانوا ضده.. والرأسماليون كانوا ضده..والمحافظون كانوا ضده.. والتقدميون كانوا ضده..والفلاسفة كانوا ضده .. والعلماء كانوا ضده..وحدهم الأطفال ، والنساء ، والمجانين كانوا مع الشعر..."(مكانه في التشكيل العائلي)"في التشكيل العائلي ، كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان وبنت ، هم المعتز ورشيد وصباح وهيفاء."(البيئة الخضراء التي نشأ فيها)"هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطر؟ بيتنا كان تلك القارورة.إنني لا أحاول رشوتكم بتشبيه بليغ ، ولكن ثقوا أنني بهذا التشبيه لا أظلم قارورة العطر..ولكن أظلم دارنا.والذين سكنوا دمشق ، وتغلغلوا في حاراتها الضيقة ، يعرفون كيف تفتح لهم الجنة ذراعيها من حيث لا ينتظرون..."( رحلته مع الشعر)" أنا من أمة تتنفس الشعر ، وتتمشط به ، وترتديه...كل الأطفال عندنا يولدون وفي حليبهم دسم الشعر.وكل شباب بلادي يكتبون رسائل حبهم الأولى شهرا..وكل الأموات في وطني ينامون تحت رخامة عليها بيتان من الشعر.أن يكون الإنسان شاعرا في الوطن العربي ليست معجزة.بل المعجزة أن لا يكون.."(كتابته لشعر الحب)"هل كانت كتاباتي عن الحب تعويضا لما حرمت منه أختي ، وانتقاما لها من مجتمع يرفض الحب ، ويطارده بالفؤوس والبنادق؟إنني لا أوكد هذا العامل النفسي ولا أنفيه ، ولكنني متأكد من أن مصرع أختي العاشقة ، كسر شيئا في داخلي ، وترك على سطح بحيرة طفولتي أكثر من دائرة..وأكثر من قصيدة استفهام.."(مدرسته الأولى)"كانت الهيئة التعليمية في الكلية العلمية الوطنية ذات مستوى رفيع ، وكان المدرسون من صفوة رجال المعرفة، ومن كبار الشعراء والمفكرين.وانه لمن نعمة الله عليّ وعلى شعري معا ، أن معلم الأدب الأول الذي تتلمذت على يديه ، كان شاعرا من أرق وأعذب شعراء الشام ، وهو الأستاذ خليل مردم بك..هذا الرجل ربطني بالشعر منذ اللحظة الأولى ، حين أملى علينا في أول درس من دروس الأدب مثل هذا الكلام المصقول كسبيكة الذهب:إن التي زعمت فؤادك ملّهاخلقت هواك كما خلقت هوى لهامنعت تحيتها ، فقلت لصاحبي:ما كان أكثرها لنا..وأقلها."(حياته الاجتماعية)تزوج نزار مرتين.. الأولى من سورية تدعى"زهرة" ، وأنجب منها هدباء وتوفيق وزهراء.. وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17سنة ، وكان طالبا بكلية الطب جامعة القاهرة.. ورثاه نزار بقصيدته الشهيرة "الأمير الخرافي توفيق قباني".والمرة الثانية من "بلقيس الراوي" العراقية.. التي قتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ،وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ، وقد رثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ،وحمل الوطن العربي كله مسئولية قتلها..ولنزار من بلقيس ولد اسمه عمر.. وبنت اسمها زينب..وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج.. وعاش سنوات حياته الأخيرة وحيداً..(وفاته)في شهر مايو من عام 1998 ، ودعت"لندن" نزار قباني وكن مسجد ريجنت بارك المحطة الأخيرة لجثمان الشاعر الكبير الذي اختار عاصمة الضباب لتكون بيت الشعر ومن على منبرها قاد معارك إثارة العقل العربي لرفض التخلف والاستبداد ورفع أعلام الكرامة دفاعاً عن العرب الحاضر والمستقبل.وقد تجمع محبو نزار في مسجد لندن لإلقاء نظرة أخيرة على الشاعر الذي ظل لمدة نصف قرن يقول "لا" للقبح والعبودية ويتغنى ببيت واحد و بأنغام متنوعة عن لحن اسمه الحرية.. ونزار هو تاريخ العرب في نصف قرن.
 

الـعـرّاب

أدارة موقع رحى الذكريات
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

روعة روعة

يعجز اللسان والايدي عن الشكر الجزيل

فكرة كتير حلوة ورائعة

ورح شارك معك اذا بتسمحيلي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيتها الأنثى التي في صوتها

تمتزج الفضة . . بالنبيذ . . بالأمطار

ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار

ويستعد العمر للإبحار

أيتها الأنثى التي

يختلط البحر بعينيها مع الزيتون

يا وردتي

ونجمتي

وتاج رأسي

ربما أكون

مشاغبا . . أو فوضوي الفكر

أو مجنون

إن كنت مجنونا . . وهذا ممكن

فأنت يا سيدتي

مسؤولة عن ذلك الجنون

أو كنت ملعونا وهذا ممكن

فكل من يمارس الحب بلا إجازة

في العالم الثالث

يا سيدتي ملعون

فسامحيني مرة واحدة

إذا انا خرجت عن حرفية القانون

فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟

إن كان كل امرأة أحببتها

صارت هي القانون

{ارجو تثبيت الموضوع }
 

م.ريما خضـر

الشاعرة الحرة
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

مقتطفات من شعر نزار قباني


-1-
ما دمت يا عصفورتي الخضراء
حبيبتي
إذن .. فإن الله في السماء


-2-
تسألني حبيبتي..
ما الفرق ما بيني وما بين السما ؟
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السما


-3-
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
الحب منقوش على..
ريش العصافير ، وحبات المطر
لكن أي امرأة في بلدي
إذا أحبت رجلا
ترمى بخمسين حجر


-4-
حين أنا سقطت في الحب
تغيرت ..
تغيرت مملكة الرب
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب


-5-
يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها .. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا


-6-
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي


-7-
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك
دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد

-8-
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي
إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعراً
في هاتين الؤلؤتين

-9-
لو كنت يا صديقتي
بمستوى جنوني
لرميت ما عليك من جواهر
وبعت ما لديك من أساور
و نمت في عيوني

-10-
أشكوك للسماء
أشكوك للسماء
كيف استطعتِ ، كيف ، أن تختصري
جميع ما في الكون من نساء

-11-
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات

-12-
أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح .. مزارع الدراق

-13-
أكره أن أحب مثل الناس
أكره أن أكتب مثل الناس
أود لو كان فمي كنيسة
وأحرفي أجراس..

-14-
ذوبت في غرامك الأقلام..
من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام

-15-
عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولاً : حبيبتي أنت
وثانياً : حبيبتي أنت
وثالثاً : حبيبتي أنت
ورابعاً وخامساً
وسادساً وسابعاً
وثامناً وتاسعاً
ًوعاشرا ً. . حبيبتي أنت

-16-
حبك يا عميقة العينين
تطرف
تصوف
عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين

-17-
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت

-18-
لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري . . إلى القمر

-19-
لن تهربي مني فإني رجل مقدرعليك
لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك
فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك

-20-
لو كنت تذكرين كل كلمة
لفظتها في فترة العامين
لو أفتح الرسائل الألف .. التي
كتبت في عامين كاملين
كنا بآفاق الهوى
طرنا حمامتين
وأصبح الخاتم في
إصبعكِ الأيسر . . خاتمين

-21-
لماذا .. لماذا .. منذ صرت حبيبتي
يضيء مدادي .. والدفاتر تعشب
تغيرت الأشياء منذ عشقتني
وأصبحت كالأطفال .. بالشمس ألعب
ولستُ نبياً مُرسلاً غير أنني
أصير نبياً .. عندما عنكِ أكتبُ..
-22-
محفورة أنت على وجه يدي
كأٍسطر كوفية
على جدار مسجد
محفورة في خشب الكرسي.. ياحبيبتي
وفي ذراع المقعد
وكلما حاولت أن تبتعدي
دقيقة واحدة
أراك في جوف يدي

-24-
لا تحزني
إن هبط الرواد في أرض القمر
فسوف تبقين بعيني دائما
أحلى قمر

-25-
حين أكون عاشقا
أشعر أني ملك الزمان
أمتلك الأرض وما عليها
وأدخل الشمس على حصاني

-26-
حين أكون عاشقاً
أجعل شاه الفرس من رعيتي
وأخضع الصين لصولجاني
وأنقل البحار من مكانها
ولو أردت أوقف الثواني

-27-

حين أكون عاشقا
أصبح ضوءا سائلا
لاتستطيع العين أن تراني
وتصبح الأشعار في دفاتري
حقول ميموزا وأقحوان


-28-
حين أكون عاشقا ً
تنفجر المياه من أصابعي
وينبت العشب على لساني
حين أكون عاشقاً
أغدو زمننا خارج الزمان

-29-
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا

-30-
أخطأت يا صديقتي بفهمي
فما أعاني عقدة
ولا أنا أُذيب في غرائزي وحلمي
لكن كل امرأة أحببتها
أردت أن تكون لي
حبيبتي وأمي
من كل قلبي أشتهي
لو تصبحين أمي

-32-
جميع ما قالوه عني صحيح
جميع ماقالوه عن سمعتي
في العشق والنساء قول صحيح
لكنهم لم يعرفوا أنني
أنزف في حبك مثل المسيح

-33-
يحدث أحياناً أن أبكي
مثل الأطفال بلا سبب
يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين
بلا سبب..
يحدث أن أتعب من كلماتي
من أوراق من كتبي
يحدث أن أتعب من تعبي

-34-
عيناك مثل الليلة الماطرة
مراكبي غارقة فيها
كتابتي منسية فيها
إن المرايا ما لها ذاكره

-35-
كتبت فوق الريح
إسم التي أحبها
كتبت فوق الماء
لم أدر أن الريح
لا تحسن الإصغاء
لم أدر أن الماء
لا يحفظ الأسماء

-36-
ما زلتِ يا مسافره
مازلت بعد السنة العاشره
مزروعه
كالرمح في الخاصره

-37-
كرمال هذا الوجه والعينين
قد زارنا الربيع هذا العام مرتين
وزارنا النبيُ مرتين

-38-
أهطل في عينيك كالسحابة
أحمل في حقائبي إليهما
كنزا من الأحزان والكآبة
أحمل ألف جدول
وألف ألف غابة
وأحمل التاريخ تحت معطفي
وأحرف الكتابة

-39-
أروع ما في حبنا أنه
ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا أنه
يمشي على الماء ولا يغرق

-40-
لا تقلقي . يا حلوة الحلوات
ما دمت في شعري وفي كلماتي
قد تكبرين مع السنين .. وإنما
لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي

-41-
ليس يكفيك أن تكوني جميلة
كان لابد من مرورك يوماً
بذراعيَّ
كي تصيري جميلة

-42-
وكلما سافرت في عينيك ياحبيبتي
أحس أني راكب سجادة سحرية
فغيمة وردية ترفعني
وبعدها .. تأتي البنفسجية
أدور في عينيك يا حبيبتي
أدور مثل الكرة الأرضية

-43-
كم تشبهين السمكة
سريعة في الحب .. مثل السمكة
قتلتِ ألف امرأة .. في داخلي
وصرت أنت الملكة

-44-
إني رسول الحب
أحمل للنساء مفاجآتي
لو أنني.......
-45-
أجمل مافيك هو الجنون
أجمل ما فيك ، إذا سمحت
خروج نهديك على القانون

-46-
تعري فمنذ زمان طويل
على الأرض لم تسقط المعجزات
تعري .. تعري
أنا أخرس
وجسمك يعرف كل اللغات

-47-
ضعي أظافرك الحمراء ..في عنقي
ولا تكوني معي شاة .. ولا حملا
وقاوميني بما أوتيت من حيل
إذا أتيتك كالبركان مشتعلا
أحلى الشفاه التي تعصي .. وأسوأها
تلك الشفاه التي دوما تقول : بلى

-49-
كم تغيرت بين عام وعام
كان همي أن تخلعي كل شيء
وتظلي كغابة من رخام
وأنا اليوم لا أريدك إلا
أن تكوني .. إشارة استفهام

-50-
وكلما انفصلتُ عن واحدة
أقول في سذاجة
سوف تكون المرأة الأخيره
والمرة الأخيره
وبعدها سقطت في الغرام ألف مرة
ومت ألف مرة
ولم أزل أقول
"
تلك المرة الأخيره "

-51-
عبثا ما أكتب سيدتي
إحساسي أكبر من لغتي
وشعوري نحوك يتخطى
صوتي .. يتخطى حنجرتي
عبثا ما أكتب .. ما دامت
كلماتي .. أوسع من شفتي
أكرهها كل كتاباتي
مشكلتي أنكِ مشكلتي

-52-
لأن حبي لك فوق مستوى الكلام
قررت أن أسكت .. . . والسلام
 

دمع العيون

(حكاية وطـن )
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

روعــــــــه الفكرهـ .. وهي رح شاركـ
بقصيده كتير بحبهــا لنزار قباني ...
(( منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل ))

لن تجعلوا من شعبنا

شعب هنودٍ حمر..

فنحن باقون هنا..

في هذه الأرض التي تلبس في معصمها

إسوارةً من زهر

فهذه بلادنا..

فيها وجدنا منذ فجر العمر

فيها لعبنا، وعشقنا، وكتبنا الشعر

مشرشون نحن في خلجانها

مثل حشيش البحر..

مشرشون نحن في تاريخها

في خبزها المرقوق، في زيتونها

في قمحها المصفر

مشرشون نحن في وجدانها

باقون في آذارها

باقون في نيسانها

باقون كالحفر على صلبانها

باقون في نبيها الكريم، في قرآنها..

وفي الوصايا العشر..

2

لا تسكروا بالنصر…

إذا قتلتم خالداً.. فسوف يأتي عمرو

وإن سحقتم وردةً..

فسوف يبقى العطر

3

لأن موسى قطعت يداه..

ولم يعد يتقن فن السحر..

لأن موسى كسرت عصاه

ولم يعد بوسعه شق مياه البحر

لأنكم لستم كأمريكا.. ولسنا كالهنود الحمر

فسوف تهلكون عن آخركم

فوق صحاري مصر…

4

المسجد الأقصى شهيدٌ جديد

نضيفه إلى الحساب العتيق

وليست النار، وليس الحريق

سوى قناديلٍ تضيء الطريق

5

من قصب الغابات

نخرج كالجن لكم.. من قصب الغابات

من رزم البريد، من مقاعد الباصات

من علب الدخان، من صفائح البنزين، من شواهد الأموات

من الطباشير، من الألواح، من ضفائر البنات

من خشب الصلبان، ومن أوعية البخور، من أغطية الصلاة

من ورق المصحف نأتيكم

من السطور والآيات…

فنحن مبثوثون في الريح، وفي الماء، وفي النبات

ونحن معجونون بالألوان والأصوات..

لن تفلتوا.. لن تفلتوا..

فكل بيتٍ فيه بندقيه

من ضفة النيل إلى الفرات

6

لن تستريحوا معنا..

كل قتيلٍ عندنا

يموت آلافاً من المرات…

7

إنتبهوا.. إنتبهوا…

أعمدة النور لها أظافر

وللشبابيك عيونٌ عشر

والموت في انتظاركم في كل وجهٍ عابرٍ…

أو لفتةٍ.. أو خصر

الموت مخبوءٌ لكم.. في مشط كل امرأةٍ..

وخصلةٍ من شعر..

8

يا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرور

عقارب الساعات إن توقفت، لا بد أن تدور..

إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا

فالريش قد يسقط عن أجنحة النسور

والعطش الطويل لا يخيفنا

فالماء يبقى دائماً في باطن الصخور

هزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعور

قطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور

9

ننصحكم أن تقرأوا ما جاء في الزبور

ننصحكم أن تحملوا توراتكم

وتتبعوا نبيكم للطور..

فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضور

من باب كل جامعٍ..

من خلف كل منبرٍ مكسور

سيخرج الحجاج ذات ليلةٍ.. ويخرج المنصور

10

إنتظرونا دائماً..

في كل ما لا ينتظر

فنحن في كل المطارات، وفي كل بطاقات السفر

نطلع في روما، وفي زوريخ، من تحت الحجر

نطلع من خلف التماثيل وأحواض الزهر..

رجالنا يأتون دون موعدٍ

في غضب الرعد، وزخات المطر

يأتون في عباءة الرسول، أو سيف عمر..

نساؤنا.. يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر

يقبرن أطفال فلسطين، بوجدان البشر

يحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمر..

11

لقد سرقتم وطناً..

فصفق العالم للمغامره

صادرتم الألوف من بيوتنا

وبعتم الألوف من أطفالنا

فصفق العالم للسماسره..

سرقتم الزيت من الكنائس

سرقتم المسيح من بيته في الناصره

فصفق العالم للمغامره

وتنصبون مأتماً..

إذا خطفنا طائره

12

تذكروا.. تذكروا دائماً

بأن أمريكا – على شأنها –

ليست هي الله العزيز القدير

وأن أمريكا – على بأسها –

لن تمنع الطيور أن تطير

قد تقتل الكبير.. بارودةٌ

صغيرةٌ.. في يد طفلٍ صغير

13

ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعام

لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألف عام

طويلةٌ معارك التحرير كالصيام

ونحن باقون على صدوركم..

كالنقش في الرخام..

باقون في صوت المزاريب.. وفي أجنحة الحمام

باقون في ذاكرة الشمس، وفي دفاتر الأيام

باقون في شيطنة الأولاد.. في خربشة الأقلام

باقون في الخرائط الملونه

باقون في شعر امرئ القيس..

وفي شعر أبي تمام..

باقون في شفاه من نحبهم

باقون في مخارج الكلام..

14

موعدنا حين يجيء المغيب

موعدنا القادم في تل أبيب

"نصرٌ من الله وفتحٌ قريب"

15

ليس حزيران سوى يومٍ من الزمان

وأجمل الورود ما ينبت في حديقة الأحزان..

16

للحزن أولادٌ سيكبرون..

للوجع الطويل أولادٌ سيكبرون

للأرض، للحارات، للأبواب، أولادٌ سيكبرون

وهؤلاء كلهم..

تجمعوا منذ ثلاثين سنه

في غرف التحقيق، في مراكز البوليس، في السجون

تجمعوا كالدمع في العيون

وهؤلاء كلهم..

في أي.. أي لحظةٍ

من كل أبواب فلسطين سيدخلون..

17

..وجاء في كتابه تعالى:

بأنكم من مصر تخرجون

وأنكم في تيهها، سوف تجوعون، وتعطشون

وأنكم ستعبدون العجل دون ربكم

وأنكم بنعمة الله عليكم سوف تكفرون

وفي المناشير التي يحملها رجالنا

زدنا على ما قاله تعالى:

سطرين آخرين:

ومن ذرى الجولان تخرجون

وضفة الأردن تخرجون

بقوة السلاح تخرجون..

18

سوف يموت الأعور الدجال

سوف يموت الأعور الدجال

ونحن باقون هنا، حدائقاً، وعطر برتقال

باقون فيما رسم الله على دفاتر الجبال

باقون في معاصر الزيت.. وفي الأنوال

في المد.. في الجزر.. وفي الشروق والزوال

باقون في مراكب الصيد، وفي الأصداف، والرمال

باقون في قصائد الحب، وفي قصائد النضال

باقون في الشعر، وفي الأزجال

باقون في عطر المناديل..

في (الدبكة) و (الموال)..

في القصص الشعبي، والأمثال

باقون في الكوفية البيضاء، والعقال

باقون في مروءة الخيل، وفي مروءة الخيال

باقون في (المهباج) والبن، وفي تحية الرجال للرجال

باقون في معاطف الجنود، في الجراح، في السعال

باقون في سنابل القمح، وفي نسائم الشمال

باقون في الصليب..

باقون في الهلال..

في ثورة الطلاب، باقون، وفي معاول العمال

باقون في خواتم الخطبة، في أسرة الأطفال

باقون في الدموع..

باقون في الآمال

19

تسعون مليوناً من الأعراب خلف الأفق غاضبون

با ويلكم من ثأرهم..

يوم من القمقم يطلعون..

20

لأن هارون الرشيد مات من زمان

ولم يعد في القصر غلمانٌ، ولا خصيان

لأننا من قتلناه، وأطعمناه للحيتان

لأن هارون الرشيد لم يعد إنسان

لأنه في تحته الوثير لا يعرف ما القدس.. وما بيسان

فقد قطعنا رأسه، أمس، وعلقناه في بيسان

لأن هارون الرشيد أرنبٌ جبان

فقد جعلنا قصره قيادة الأركان..

21

ظل الفلسطيني أعواماً على الأبواب..

يشحذ خبز العدل من موائد الذئاب

ويشتكي عذابه للخالق التواب

وعندما.. أخرج من إسطبله حصاناً

وزيت البارودة الملقاة في السرداب

أصبح في مقدوره أن يبدأ الحساب..

22

نحن الذين نرسم الخريطه

ونرسم السفوح والهضاب..

نحن الذين نبدأ المحاكمه

ونفرض الثواب والعقاب..

23

العرب الذين كانوا عندكم مصدري أحلام

تحولوا بعد حزيران إلى حقلٍ من الألغام

وانتقلت (هانوي) من مكانها..

وانتقلت فيتنام..

24

حدائق التاريخ دوماً تزهر..

ففي ذرى الأوراس قد ماج الشقيق الأحمر..

وفي صحاري ليبيا.. أورق غصنٌ أخضر..

والعرب الذين قلتم عنهم: تحجروا

تغيروا..

تغيروا

25

أنا الفلسطيني بعد رحلة الضياع والسراب

أطلع كالعشب من الخراب

أضيء كالبرق على وجوهكم

أهطل كالسحاب

أطلع كل ليلةٍ..

من فسحة الدار، ومن مقابض الأبواب

من ورق التوت، ومن شجيرة اللبلاب

من بركة الدار، ومن ثرثرة المزراب

أطلع من صوت أبي..

من وجه أمي الطيب الجذاب

أطلع من كل العيون السود والأهداب

ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحباب

أفتح باب منزلي.

أدخله. من غير أن أنتظر الجواب

لأنني أنا.. السؤال والجواب

26

محاصرون أنتم بالحقد والكراهيه

فمن هنا جيش أبي عبيدةٍ

ومن هنا معاويه

سلامكم ممزقٌ..

وبيتكم مطوقٌ

كبيت أي زانيه..

27

نأتي بكوفياتنا البيضاء والسوداء

نرسم فوق جلدكم إشارة الفداء

من رحم الأيام نأتي كانبثاق الماء

من خيمة الذل التي يعلكها الهواء

من وجع الحسين نأتي.. من أسى فاطمة الزهراء

من أحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزان كربلاء

نأتي لكي نصحح التاريخ والأشياء

ونطمس الحروف..

في الشوارع العبرية الأسماء..


تـ ح ـيتي
دمـ ع العيــــون
 

سلسبيلة

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

قصيدة بلقيس - لنزار قباني

شُكْرَاً لَكُمْ
شُكْرَاً لَكُمْ
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

بلقيسُ ...
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
بلقيسُ ..
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ ..
وتتبعُها أيائِلْ ..
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
هل يا تُرى ..
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . .
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
تلكَ التي
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ ..
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

بلقيسُ
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
ما بين الحدائقِ والمزابلْ
بلقيسُ ..
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
بلقيسُ ..
يا عصفورتي الأحلى ..
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
ذاتَ يومٍ .. من ضفافِ الأعظميَّةْ
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
والحروفِ الأبجديَّةْ ...
ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
صارَ القضيَّةْ ..
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ ..
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
ينامُ ولا ينامْ ..

بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
بلقيسُ ..
ليستْ هذهِ مرثيَّةً
لكنْ ..
على العَرَبِ السلامْ

بلقيسُ ..
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ ..
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
ولا تروي فُضُولْ ..

بلقيسُ ..
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً ..
وناضرةً ..
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

بلقيسُ ..
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
لم تنطفئْ ..
ودخانُهَا
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ

بلقيسُ ..
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
بلقيسُ ..
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
يا زوجتي ..
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ ..
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

بلقيسُ ..
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ ..

بلقيسُ ..
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

بلقيسُ ..
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

بلقيسُ ..
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ ..
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..

بلقيسُ ..
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
على الستائرِ ..
والمقاعدِ ..
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ ..
من الكُؤُوسِ ..
من النبيذ الأُرْجُواني ..

بلقيسُ ..
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..

بلقيسُ ..
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
ويبقُرُ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
بين أعناقِ الرجالِ ..
وبين أعناقِ النساءْ ..
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
وأنْ لا فَرْقَ ..
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
يأكُلُهَا العَرَبْ
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ ..
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
و لا أدري السَّبَبْ ..
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
وجميعُ أشياء الجمالِ ..
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..

لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
يا بلقيسُ ،
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
بلقيسُ ..
يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
يا بلقيسُ ..
يا أَحْلَى وَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
أعلى جَزَاءْ ..
كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
مثلَ أوراق الشتاءْ
هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
أم أنّني وحدي الذي
عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟

سَأقُولُ في التحقيق :
كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
ويأكُلُونَ ..
ويَسْكَرُونَ ..
على حسابِ أبي لَهَبْ ..
لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
لا رأسَ يُقْطَعُ
دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..

سَأقُولُ في التحقيق :
كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..

سَأَقُولُ في التحقيق :
كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
هو النَّصْرُ الوحيدُ
بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...

بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْبُودَتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...

ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني

بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

 

سلسبيلة

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

أحْزانٌ في الأندَلس

كتبتِ لي يا غاليَهْ ..


كتبتِ تسألينَ عن إسبانيَهْ


عن طارقٍ ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيهْ..


عن عُقْبة بن نافعٍ


يزرعُ شَتْلَ نخلةٍ ..


في قلب كلِّ رابيَهَ ..


سألتِ عن أُميَّةٍ ..


سألتِ عن أميرها معاوية ..


عن السرايا الزاهيَةْ


تحملُ من دمشقَ .. في ركابِها


حضارةً .. و عافيَهْ ..


لم يبقَ في إسبانيَهْ


منّا ، و من عصورنا الثمانيَةْ


غيرُ الذي يبقى من الخمرِ ،


بجوف الآنيَهْ ..


و أعينٍ كبيرةٍ .. كبيرةٍ


مازال في سوادها ينامُ ليلُ الباديَهْ ..


لم يبقَ من قُرطبةٍ


سوى دموع المئذنات الباكيَهْ


سوى عبير الورد ، و النارنْج و الأضاليَهْ ..


لم يبقَ من ولاّدةٍ و من حكايا حبِّها ..


قافيةٌ .. و لا بقايا قافيَهْ ..


*


لم يبقَ من غرناطةٍ


و من بني الأحمر .. إلا ما يقولُ الروايَهْ


و غيرُ ( لا غالبَ إلاَّ الله )


تلقاكِ بكلِّ زاويةْ ..


لم يبقَ إلاّ قصرُهُم


كامرأة من الرخام عاريَهْ ..


تعيشُ- لازالتْ- – على


قصَّة حبٍّ ماضيَهْ ..


*


مضَتْ قرونٌ خمسةٌ


مُذْ رَحَلَ ( الخليفَةُ الصغيرُ ) عن إسبانيَهْ


و لم تزلْ أحقادُنا الصغيرَةْ ...


كما هيَهْ ..


و لم تزل عقليَّةُ العشيرَهْ


في دمنا كما هيَهْ


حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ ..


أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ


مضَتْ قرونٌ خمسةٌ


و لا تزال لفظةُ العروبَهْ


كزهرةٍ حزينةٍ في آنيَهْ ..


كطفلةٍ ، جائعةٍ .. و عاريَهْ


نصلُبُها .. على جدار الحقد و الكراهيَهْ ..


*


مضَتْ قرونٌ خمسةٌ .. يا غاليَهْ


كأنَّنا .. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيَهْ ...
:eh_s(12):


اختي ريم اشكرك على الفكرة الجميلة
مشاركتي كانت باحب قصيدتين على قلبي مع ان كل قصائد نزار رائعة
دمت بخير اخيتي
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين


بلقيسُ ..
يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
يُقَرْفِصُونَ ..
ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
ولا رِسَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من فلسطينَ الحزينةِ ..
نَجْمَةً ..
أو بُرْتُقَالَةْ ..
لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
من شواطئ غَزَّةٍ
حَجَرَاً صغيراً
أو محَاَرَةْ ..
لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
زيتونةً ..
أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
يا مَعْبُودَتي حتى الثُّمَالَةْ ..
لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...

ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
في هذا الزَمَانِ ؟
ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
المَجُوسيِّ ..
الجَبَان
والعالمُ العربيُّ
مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدي ..
أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
والطُّفُولَةَ .. والأماني

بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
قد قَتَلُوا حِصَاني
بلقيسُ :
أسألكِ السماحَ ، فربَّما
كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
تقرأُ عنكِ أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
ق .. ت .. ل ..و .. ا
ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة

،،،،،،،،،،،،،،،، من اروع ماكتب نزار قباني
 

عاشقه الصمت

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

طوق الياسمين

شكراً.. لطوق الياسمين

وضحكت لي.. وظننت أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين

يأتي به رجل إليك

ظننت أنك تدركين

.......

وجلست في ركن ركين

تتسرحين

وتنقطين العطر من قارورة و تدمدمين

لحناً فرنسي الرنين

لحناً كأيامي حزين

قدماك في الخف المقصب

جدولان من الحنين

وقصدت دولاب الملابس

تقلعين .. وترتدين

وطلبت أن أختار ماذا تلبسين

أفلي إذن ؟

أفلي أنا تتجملين ؟

ووقفت .. في دوامة الأوان ملتهب الجبين

الأسود المكشوف من كتفيه

هل تترددين ؟

لكنه لون حزين

لون كأيامي حزين

ولبسته

وربطت طوق الياسمين

وظننت أنك تعرفين

معنى سوار الياسمين

يأتي به رجل إليك

ظننت أنك تدركين..

هذا المساء

بحانة صغرى رأيتك ترقصين

تتكسرين على زنود المعجبين

تتكسرين

وتدمدمين

قي أذن فارسك الأمين

لحناً فرنسي الرنين

لحناً كأيامي حزين

.......

وبدأت أكتشف اليقين

وعرفت أنك للسوى تتجملين

وله ترشين العطور

وتقلعين

وترتدين

ولمحت طوق الياسمين

في الأرض .. مكتوم الأنين

كالجثة البيضاء

تدفعه جموع الراقصين

ويهم فارسك الجميل بأخذه

فتمانعين

وتقهقهين

" لاشيء يستدعي انحناك

ذاك طوق الياسمين .. "


..موضوع كتيـــر حــلو ..شكرا كتيــــر
بتمنالك التوفيق..
 

ابتسامة طفلة

كاتب محترف
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . :hala:
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

بسم الله الرحمن الرحيم :eh_s(21)::eh_s(17):
اخواني أعضاء ومشرفين منارة سورياالكرام هل أنتم على قدر هذا التحدي..أرت أن أعمل من هذا الموضوع موضوع للنقاش والتسابق في تقديم روائع ما كتب شاعر العصر (العملاق)نزار قباني.وسوف أبدأ أنا ببعض روائع نزار قباني أضعها بين أيديكم وأتمنى من الجميع المتابعة والمشاركة في هذا السباق..ومتابعة الموضوع..وأنا أعدكم أنه سوف يكون موضوع متجدد في استمرار .وأنا سابدأ الموضوع بالقليل عن نزار قباني ...

((نــــزار قباني))

نزار قباني (1923-1998): شاعر سوري اشتهر بأعماله الرومانسية والسياسية الجريئة. تميزت قصائده بلغة سهلة وجدت بسرعة ملايين القراء في أنحاء العالم العربي. ولد نزار من عائلة دمشقية، درس القانون في جامعة دمشق وتخرج عام 1945. عمل سفيراً لسوريا في مصر وتركيا وبريطانيا والصين وإسبانيا قبل أن يتقاعد عام 1966. انتقل إلى بيروت (لبنان) حيث أسس دار نشر خاصة تحت اسم "منشورات نزار قباني". بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي الحديث إلى حد كبير. كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل لم تحبه، أثر كبير في حياته، وتناولت كثير من قصائده قضية حرية المرأة. تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني" الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. تميز قباني أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة حزيران. من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993). سيره ذاتيهولد ليكتب الشعر..لم يترك بيتاً لم يدخله..ولم يترك حديقة لم يجلس تحت أشجارها..ولم يترك امرأة لم يزرع في شعرها قصيدة..ولم يترك طفلا لم يلعب معه...ولم يترك عاشقا إلا احتضنه..ولا عاشقة إلا أهداها ديوناً من شعره..وعلمها كيف تكتشف أنوثتها...هكذا رأى نزار قباني نفسه وهكذا كان هو.انه شاعر كل الفصول..فمع قمر الصيف يأتي..ومع الياسمين الدمشقي يأتي..ومع سمفونية الأمطار يأتي..ومع التماعات البرق.. يأتي..ومع بكاء الوطن يبكي.. ومع نزيفه ينزف.."سيرة ذاتية"نزار قباني• ولد في دمشق في21آذار(مارس)1923 .• درس في دمشق.وتخرج من كلية الحقوق بالجامعة السورية عام 1944 .• التحق بعد تخرجه من الجامعة بوزارة الخارجية السورية ، وشغل عددا من المناصب الدبلوماسية في القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد ، وبكين ، وبيروت.• استقال من العمل الدبلوماسي في ربيع عام 1966 ، وأسس داراًًًًََََ للنشر في بيروت باسمه ، متفرغاً لقدره الوحيد: الشعر.• ركّز في بداياته على شعر الحُب . وحاول أن يُخرج علاقات الحب في المجتمع العربي من مغائر القهر ، والكبت ، والباطنيّة إلى ضوء الشمس ، ومنحها العلنية والشرعية.• كسر صورت المرأة الجارية ، وحوّل جسد المرأة العربية من وليمة بدائيّة ، تستعمل فيها الأنياب والأظافر، إلى معرض أزهار.• اخترع لنفسه لغة خاصة به ، تقترب من لغة الحوار اليومي ، واتّجه بشعره إلى جميع طبقات الشعب العربي ، كاسراً بذلك جدار الخوف بين الشعر وبين الناس ، بحيث أصبح الشعر على يده خبزا يومياًَََََ، وقماش شعبياً يرتديه 200 مليون عربي.• أكثر الشعراء العرب شعبية ، وشهرة ، وانتشاراً. وأكثر الشعراء العرب تأثيراًًً في وجدان مواطنيه ، وأول من (أمّم) الشعر، وجعله حديقة عامة يدخلها جميع المواطنين ، ومطراًًًًً يسقط على جميع النوافذ.• كتب الشعر وهو في السادسة عشر(1939) ، وكان ديوانه الأول (قالت لي السمراء) الصادر عام 1944 ، زلزالاً شعرياً ضرب أساسات الشكل والمضمون في القصيدة العربية.• منذ ديوانه الأول وهو يقاتل حتى يصبح البحر أكثر زرقة..والأشجار أكثر ورقاً..وقامة الإنسان أكثر ارتفاعاً..والحرية أكثر حريّة...• اضطرته ظروف الحرب اللبنانية إلى مغادرة بيروت عام1982 ، حيث أقام بين سويسرا وبريطانيا. ثم أقام في لندن.• أمسياته الشعرية التي يقدمها في كلّ المدائن العربية ، تُعتبر من الظواهر الثقافية النادرة ، كما تُعتبر تأكيداً لموقع الشعر الخطير في حياة العرب ، وفي تشكيل وجدان الإنسان العربي.• إنتقل شعرُه بعد هزيمة1967 نقلة نوعيّة ، من شعر الحبّ..إلى شعر السياسة ،واستطاع منذ ذلك التاريخ أن يمسك الوردة والمسدّس بيد واحدة.• أصدر إثني وأربعين مجموعة شعرية ونثرية بدءاً من مجموعته الشعرية الأولى (قالت لي السمراء) حتى مجموعته الشعرية والنثرية الأخيرة(إضاءات) الصادرة عام 1998.• أهم قصائده التي أحدثت خضّة في المجتمع العربي ، وأثارت غضب المحافظين هي (خبزٌ، وحشيشٌ ، وقمر) عام 1954 ، وناقشها البرلمان السوري حينئذ ، حيث طالب النواب اليمنيون بمحاكمة الشاعر ، وطرده من السلك الدبلوماسي. والقصيدة الثانية المغضوب عليها ، كانت (هوامش على دفتر النكسة)1967 ،التي كتبها في أعقاب حرب عام 1967 ، ومارس فيها نقداً سياسياً جارحاً للتقصير العربي ، ممّا أثار عليه غضب اليمين واليسار معاً.• خطابه الشعريّ- سواء العاطفي منه أو السياسي- يتميز بالصدق ، والعنف ، والتوتر العالي. وأهم ما فيه كشاعر أنه لا يقسم الكلمة إلى نصفين..ولا الحقيقة إلى نصفين.• شاعر تصادمي وغاضب ، كنس ألوف الخرافات التي تستوطن رأس الإنسان العربي ، وقاتل كل ملوك الغبار ، وكل رموز القمع ، ولم يتزوج من كل نساء العالم ، سوى امرأة واحدة ، هي الحريّة.الآن سوف أترككم مع الشاعر ليحدثكم عن نفسه.." أريد أن أكتب قصتّي مع الشعر قبل أن يكتبها أحدٌ غيري.أريد أن أرسم وجهي بيدي ، إذ لا أحد يستطيع أن يرسم وجهي أحسن مني.أريد أن أكشف الستائر عن نفسي بنفسي ، قبل أن يقصّني النقاد ويفصلوني على هواهم ، قبل أن يخترعوني من جديد.ثلاثة أرباع الشعراء من فيرجيل ، إلى شكسبير،إلى دانته ، إلى المتنبي ، من اختراع النقّاد ، أو من شغلهم وتطريزهم على الأقلّ.ومن سوء حظ الشعراء القدامى ، أنهم لم يكونوا يمتلكون دفاتر مذكّرات.أما أنا فهذا هو دفتر مذكّراتي ، سجّلتُ فيه كل تفاصيل رحلتي في غابة الشعر.لا أحد يستطيع أن يكون فمي أكثر من فمي..فالشعر نبات داخلي من نوع النباتات المتسلّقة التي تتكاثف وتتوالد في العتمة. إنه غابةٌ من القصب لا يعرف خريطتها إلا من راقبها وهي تكبر في داخله شجرة..شجرة..عن هذه الغابة المزروعة في داخلي ، سأتحدث..قد أنسى بعض الشجر، وقد أنسى بعض الورق ، وقد أنسى أسماء العصافير التي مرت بالغابة ، أو سكنت فيها ، ولكني سأحاول قدر الإمكان أن أنقل الغابة إليكم بكلّ جذوعها المبلّله ، وأزهارها المتوحّشة ، وصراصيرها المغنيّة..سأذهب مع القرّاء في نزهة قصيرة الى شاطئ البحر، ونقضي هناك عطلة نهاية الأسبوع.سأحدثهم ، وأنا متمدد على الرمل ، عن أخباري وعن أسفاري ، وعن أشعاري. سأحدثهم عن بداياتي ، وعن هواياتي ، وعن صديقاتي.سأحدثهم عن أسرتي ، وعن داري ، وعن مدرستي ، وعن الخلفيّة العائليّة والاجتماعية والثقافية التي تقف وراء شعري.سأحدثهم عمن رموني بالورد ، وعمن رموني بالحجارة .عمن عانقوني ومن صلبوني.سأحدثهم عن القصائد التي صنعت مجدي ، والقصائد التي حملت حتفي.سأحدثهم عن أصدقائي وعن أعدائي . عمّن نثروا في طريقي الزنابق.. ومن رفعوا في وجهي البنادق..ومنذ الآن أقول:إنني أحبهم جميعاً ، حاملي الزنابق ، وحاملي البنادق ، وأمدّ لهم يدي مبتسماً وشاكراً.فمن صوت القبلات عرفت حجم صوتي. ومن اصطدام السكاكين بلحمي ، عرفتُ أبعاد جسدي.من المديح تعلمت كثيراً . ومن الشتيمة تعلّمت أكثر.تعلمت أن كلّ كلمة يرسمها الشاعر على ورقة ، هي لافتة تحدّ في وجه العصر. وأن الكتابة هي إحداث خلخلة في نظام الأشياء وترتيبها. هي كسر قشرة الكون وتفتيتها.ولأن الشيء المكسور يدافع دائماً عن نفسه بالصراخ والضوضاء ، تصبح الكتابة - ولا سيّما في البلدان المتخلفّة التي تنام تحت لحاف الخرافة والتقاليد- قتالاً حقيقياً بالسلاح الأبيض..بين مطرقة الكاسر وأجزاء الشيء المكسور.من الدم السائل على وجهي وثيابي ، تعلّمت أن الأدب ليس مخدةً من ريش العصافير، ولا نزهة في ضوء القمر.تعلّمت أن الأدب ليس زهرةً نشكّها في عروة سترتنا ، ولكن صليبٌ من المتاعب نحمله على أكتافنا..الأدب جزية وضريبة ومشيٌ مستمرّ على سطح من الكبريت الساخن.الأدب ليس ابن السهولة ولا هو ابن المصادفة.أقول هذا لكل الذين يحسبون أن الموهبة ورقة يانصيب رابحة تخرج من كيس..لا علاقة للأدب باليانصيب أو الحظ..والشهرة ليست مائدة ربّانيّة تهبط من السماء.من رحم الصبر يخرج الأدب. من رحم الشغل والمعاناة والفجيعة.السيرة الذاتية تكاد تكون مجهولة في تاريخ أدبنا.الأديب العربي لا يحب السفر في داخل نفسه ، ولا يحب استعمال المرايا..حديث النفس للنفس في بلادنا مكروه . نحن لا نفهم المونولوج الداخلي ، ونعتبره نوعاً من الغرور والنرجسيّة.الشاعر العربي يبقى صامتاً بانتظار حفلة تأبينه. فحفلات التأبين هي المناسبة الذهبيّة التي يجلس فيها النقّاد على قبر الشاعر كي يلعبوا الورق..وأنا طبعاً لن أسمح لأحد أن يلعب الورق على قبري.لأنني أريد أن أشترك في اللعبة..."نزار قباني سنة1970( نزار الشاعر)"إن الذين يكتبون النثر، من قصة و رواية ومسرحيّة ،لا يعانون من أي مشكلة..فهم يمشون مشيّا طبيعياً ، ويسيرون على الأرصفة المخصّصة للمارة...أما الشعراء فهم يؤدون رقصة متوحشة ، يتخطّى فيها الراقص جسده.. ويتجاوز الإيقاع الموضوع ، ليصبح هو نفسه إيقاعاً..إنني أرقصُ .. ولا أعرف كيف..وأكتب الشعر، كما لا تدري السمكة كيف تسبح.. والأرنب كيف يقفز.. والنهد كيف يخالف قانون الجاذبيّة الأرضية.إن زعانفي ترتعش.. وأجنحتي تضرب بعضها.. وريشي يتناثر.. وأغرق.. وأتمزق.. وتخرج القصيدة من جسدي كما يخرج السهم الناريّ ، وكما تخرج الرصاصة من ماسورة المسدّس...الشاعر موجود في شعره بشكل إلزامي ، وجبريّ. إنه محتجز داخل الشعر، كما السمكة معتقلة في محيطها المائي ، لا تملك انسحابا.. ولا خلاصا..وما دام الشعر مزروعاً في الشاعر حربة من البرونز المشتعل ، فمن الصعب عليه اكتشاف الحدود الحقيقية للحربة ، والحدود الحقيقية للطعنه.. لأن اللحم والحربة أصبحا شيئا واحداً..إن تأمل الشاعر لما يجري في داخله عمل عسير..إنها ذات الصعوبة التي تعترض المرآة عندما تحاول أن ترى نفسها.. والوردة عندما تحاول أن تشمّ عطرها..من أنا؟إنني شاعر تصادمي..شاعر ، إذا لم يجد من يتخانق معه ، يتخانق مع ورقة الكتابة.. ومع الفعل والفاعل والمفعول به ، ومع أخوات كان ، وتاء التأنيث.. و نون النسوة.حتى حبيبتي ، إذا حاولت أن تكتم أنفاسي بشعرها الطويل.. خرجت بمظاهرة احتجاج ضد اللون الأسود..إنني لا أستطيع أن أكون مريحاً لا مع المرأة.. ولا مع الوطن..لكي أستطيع أن أكتب ، لابد أن أكون مستنفراً إلى أقصى حالات الاستنفار.. وأن أكون متحفزاً.. ومتوتر الأعصاب كفهد إفريقي.لا يمكنني أن أصير حمامة زاجلة.. أو نباتاً داخلياً للزينة..أو سمكة في " أكواريوم".أفضل ألف مرة أن أكون سمكة قرش في البحر الأحمر.. على أن أكون سمكة سردين تؤكل بالزيت والليمون.هل يعني هذا أن العدوانية من طبيعة الشعر؟بالأساس..لاولكن الشاعر العربي يجد نفسه منذ ولادته حتى موته.. نافش الريش ، عصبي الصوت ، كديك موضوع في الإقامة الجبرية يتخذ ليلا ونهاراً وضع الدفاع عن نفسه.. وعن دجاجاته.إذن كيف يمكن للشاعر العربي أن يتصالح مع واقعه؟كيف يمكنه أن يختم فمه بالشمع الأحمر؟كيف يمكنه أن يشعر بالطمأنينة.. وتجار الطيور من حوله يزايدون على ريشه.. وجناحيه.. وعذوبة صوته ، وقوة حنجرته؟كيف يمكن أن يكون شاهدا على هذا الانتحار الجماعي العربي ، دون أن يبكي ، أو يصرخ ، أو يحتج.. أو يرمي نفسه من الطابق التاسع والتسعين؟كيف يمكن أن يبقى الشاعر مهذباً.. ولطيفاً.. ومعقولا.. وكل ما حوله مشاهد متعاقبة من مسرح اللامعقول.لذلك تبدو الخيارات أمام الشاعر العربي محدودة جداً ، فأما أن تتحول اللغة بين يديه إلى قنبلة موقوتة.. وأما أن تتحول إلى حذاء عتيق..من أنا؟أنا شاعر مزروع كالرمح في الزمن العربي.أنا أدميه.. وهو يدميني.أنا أحاول تغيير إيقاعه ، وهو يحاول تغيير صوتي..أنا أحاول أن أفضحه ، وهو يحاول استئصال حنجرتي.أنا أحاول تحديه.. وهو يحاول رشوتي..أنا رجل يصحو ، وينام ، ويكتب ، على ضفاف الجرح العربي منذ سقوط الدولة العباسية حتى اليوم.الفرق بيني وبين سواي ، أنني لا أؤمن بالطب العربي .. ولا بالسحر العربي.. ولا أسمح لنفسي بالبقاء خارج غرفة العمليات أشرب القهوة.. وأدخن السجائر.. وأدعو للمريض بطول البقاء..إن غريزة الصراخ هي أقوى غرائزي.لذلك أرى نفسي في حالة صدام تلقائية ، مع كل (كباريهات) السياسة العربية ، ومع كل المطربين ، والطبالين ، والحشاشين ، والقوالين ، والقوادين ، الذين يشربون في النهار نخب الأمة العربية ويشربون في الليل دمها.في هذا الإطار غير المريح ، وهذا الطقس غير المعتدل.. وهذه البحار التي لا سواحل لها.. أمارس السفر و الكتابة.هناك بعض المسافرين من الكتاب والشعراء العرب ، قطعوا رحلتهم وعادوا..أما أنا فيبدو أن دوار البحر هو قدري.. والتصادم مع الديناصورات هو جزء من تاريخي..إن شعري ، هو محاولة لكسر جاذبية الأرض العربية .. ومغناطيسية الجاهلية العربية.إن السباحة ضد جاذبية الأرض كلها عملية منهكة.. والخروج من منطقة نفوذ القبيلة ، وأفكارها ، وعاداتها ، وقناعاتها ، مهمة صعبة ، ولكن من قراءة تاريخ الفكر العربي والعالمي ، يتبين أن الأدب الكبير كان دائماً مقترناً بالشهادة."(ولادته في شهر التغير والتحولات)"يوم ولدت في21في آذار1923 في بيت من بيوت دمشق القديمة ، كانت الأرض هي الأخرى في حالة ولادة..وكان الربيع يستعد لفتح حقائبه الخضراء.هل كانت مصادفة يا ترى أن تكون ولادتي في الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسها، وترمي فيه الأشجار كل أثوابها القديمة؟أم كان مكتوبا عليّ أن أكون كشهر آذار ، شهر التغير والتحولات.كل الذي أعرفه أنني يوم ولدت كانت الطبيعة تنفذ انقلابها على الشتاء...هذا ما كان يجري في داخل التراب ، أما في خارجه فقد كانت حركة المقاومة ضدالأنتداب الفرنسي تمتد من الأرياف السورية إلى المدن والأحياء الشعبية .وكان حي " الشاغور" ، حيث كنّا نسكن ، معقلا من معاقل المقاومة ، وكان زعماء هذه الأحياء الدمشقية من تجار ، ومهنيين وأصحاب حوانيت ، يمولون الحركة الوطنية.ويقودونها من حوانيتهم ومنازلهم.أبي" توفيق القباني " ، كان واحدا من أولئك الرجال ، وبيتنا كان واحدا من تلك البيوت.لم تكن مخيلتي الصغيرة في تلك الأعوام من الثلاثينات قادرة على وعي الأشياء بوضوح.ولكنني حين رأيت عساكر السنغال يدخلون في ساعات الفجر الأولى منزلنا بالبنادق والحراب ويأخذون أبي معهم في سيارة مصفحة إلى معتقل تدمر الصحراوي،عرفت أن أبي كان يمتهن عمل غير صناعة الحلويات...كان يمتهن صناعة الحرية."حلم الطفولة)"عندما كنت في سن الثالثة عشر ، كان ضيوف أبي يسألونه:- ماهي اهتمامات نزار؟ ماهي هواياته؟ ماذا يريد أن يكون؟..فيجيبهم أبي بكل بساطة:- إبني .. يريد أن يكون شاعرا...فيتغير لون سائليه ، ويتصبّب العرق البارد من جباههم ، فيلتفتون الى بعضهم قائلين:- لا حول ولا قوة إلا بالله.. قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا..كنت أسمع التعليقات الدراماتيكية ، فأتصوّر أن الشعر والكارثة شيء واحد.. وأن عفريتاً من العفاريت قد ركبني ، ولابد من أخذي إلى أحد الشيوخ الصالحين في حارتنا ، ليكتب لي حجاباً يشفيني من كوابيسي.. ويطرد العفاريت من رأسي..إن ربط الإبداع بالجنّ والعفاريت.. تكتيك عدواني مقصود.. غايته الترهيب والتخويف..فالمتضرّرون من الشعر كثيرون ، والمتربصون كثيرون ، والخائفون كثيرون...لأنه يدعو إلى تغيير الإنسان والعالم.فرجال الدين كانوا ضده.. والعلمانيون كانوا ضده..والماركسيون كانوا ضده.. والرأسماليون كانوا ضده..والمحافظون كانوا ضده.. والتقدميون كانوا ضده..والفلاسفة كانوا ضده .. والعلماء كانوا ضده..وحدهم الأطفال ، والنساء ، والمجانين كانوا مع الشعر..."(مكانه في التشكيل العائلي)"في التشكيل العائلي ، كنت الولد الثاني بين أربعة صبيان وبنت ، هم المعتز ورشيد وصباح وهيفاء."(البيئة الخضراء التي نشأ فيها)"هل تعرفون معنى أن يسكن الإنسان في قارورة عطر؟ بيتنا كان تلك القارورة.إنني لا أحاول رشوتكم بتشبيه بليغ ، ولكن ثقوا أنني بهذا التشبيه لا أظلم قارورة العطر..ولكن أظلم دارنا.والذين سكنوا دمشق ، وتغلغلوا في حاراتها الضيقة ، يعرفون كيف تفتح لهم الجنة ذراعيها من حيث لا ينتظرون..."( رحلته مع الشعر)" أنا من أمة تتنفس الشعر ، وتتمشط به ، وترتديه...كل الأطفال عندنا يولدون وفي حليبهم دسم الشعر.وكل شباب بلادي يكتبون رسائل حبهم الأولى شهرا..وكل الأموات في وطني ينامون تحت رخامة عليها بيتان من الشعر.أن يكون الإنسان شاعرا في الوطن العربي ليست معجزة.بل المعجزة أن لا يكون.."(كتابته لشعر الحب)"هل كانت كتاباتي عن الحب تعويضا لما حرمت منه أختي ، وانتقاما لها من مجتمع يرفض الحب ، ويطارده بالفؤوس والبنادق؟إنني لا أوكد هذا العامل النفسي ولا أنفيه ، ولكنني متأكد من أن مصرع أختي العاشقة ، كسر شيئا في داخلي ، وترك على سطح بحيرة طفولتي أكثر من دائرة..وأكثر من قصيدة استفهام.."(مدرسته الأولى)"كانت الهيئة التعليمية في الكلية العلمية الوطنية ذات مستوى رفيع ، وكان المدرسون من صفوة رجال المعرفة، ومن كبار الشعراء والمفكرين.وانه لمن نعمة الله عليّ وعلى شعري معا ، أن معلم الأدب الأول الذي تتلمذت على يديه ، كان شاعرا من أرق وأعذب شعراء الشام ، وهو الأستاذ خليل مردم بك..هذا الرجل ربطني بالشعر منذ اللحظة الأولى ، حين أملى علينا في أول درس من دروس الأدب مثل هذا الكلام المصقول كسبيكة الذهب:إن التي زعمت فؤادك ملّهاخلقت هواك كما خلقت هوى لهامنعت تحيتها ، فقلت لصاحبي:ما كان أكثرها لنا..وأقلها."(حياته الاجتماعية)تزوج نزار مرتين.. الأولى من سورية تدعى"زهرة" ، وأنجب منها هدباء وتوفيق وزهراء.. وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17سنة ، وكان طالبا بكلية الطب جامعة القاهرة.. ورثاه نزار بقصيدته الشهيرة "الأمير الخرافي توفيق قباني".والمرة الثانية من "بلقيس الراوي" العراقية.. التي قتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ،وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ، وقد رثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ،وحمل الوطن العربي كله مسئولية قتلها..ولنزار من بلقيس ولد اسمه عمر.. وبنت اسمها زينب..وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج.. وعاش سنوات حياته الأخيرة وحيداً..(وفاته)في شهر مايو من عام 1998 ، ودعت"لندن" نزار قباني وكن مسجد ريجنت بارك المحطة الأخيرة لجثمان الشاعر الكبير الذي اختار عاصمة الضباب لتكون بيت الشعر ومن على منبرها قاد معارك إثارة العقل العربي لرفض التخلف والاستبداد ورفع أعلام الكرامة دفاعاً عن العرب الحاضر والمستقبل.وقد تجمع محبو نزار في مسجد لندن لإلقاء نظرة أخيرة على الشاعر الذي ظل لمدة نصف قرن يقول "لا" للقبح والعبودية ويتغنى ببيت واحد و بأنغام متنوعة عن لحن اسمه الحرية.. ونزار هو تاريخ العرب في نصف قرن.
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[align=center][read]كتاب الحب [/read]
تسألني حبيبتي
ماالفرق بيني وبين ... السماء
الفرق ما بينكما
انكي إن ضحكتي يا حبيبتي
أنسى السماء
ياربي قلبي لم يعد كافياً
لأن من احبها تعادل الدنيا
فضع بصدري واحداً
غيره يكون بمساحة الدنيا
مازلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي تاريخ ميلادي
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
ما اطلب أبدا من ربي إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين كي أكتب شعراً
في هاتين اللؤلؤتين
أشكوكي للسماء كيف استطعتي كيف
أن تختصري جميع مافي الأرض من نساء
لو كنتي ياصديقتي بمستوى جنوني
رميتي ما عليكي من جواهراً
وبعتي مالديكي من أساور
ونمتي في عيوني
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقه عشقاً
احبكي فيها بلا كلمات
انا عنكي ما أخبرتهم
لكنهم لمحوكي تغتسلين في أحداقي
انا عنكي ما كلمتهم
لاكنهم قراؤكي في حبري وفي أوراقي
ذوبت في غرامكي الأقلام
من ازرقاً واحمراً واخضراً
حتى انتهاء الكلام
علقت حبي لكي في أساور الحمام
ولم اكن اعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كا الحمام
حبكي يا عميقة العينين
حبكي مثل الموت ... والولادة
صعب لأن يعاد مرتين
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيكي يا حبيبتي
شعرت أنى الآن قد بدأت
أني احبكي عندما تبكين
واحب وجهكي غائماً وحزيناً
الحزن يصهرنا معاً
من حيث لا ادري ولا تدريناً
بعض النساء وجوههم جميلة
وتصير اجمل عندما يبكيناً
حين أكون عاشقاً
شاة الفرس من رعيتي
واخضع الصين لصولجاني
وانقل البحار من مكانها
ولو أردت ... أوقف الثواني
حين أكون عاشقاً
اصبح ضوء سائلاً
لا تستطيع العين أن تراني
حين أكون عاشقاً
تنفجر المياه من أصابعي
وينبت العشب على لساني
حين أكون عاشقاً
أغدو زماناً خارج الزماني
عدي على أصابع اليدين ما يأتي
ف أولا : حبيبتي أنتي
وثانياً : حبيبتي أنتي
وثالثاً : حبيبتي أنتي
ورابعاً وخامساً وسادساً وسابعاً
وثامناً وتاسعاً وعاشراً
حبيبتي أنتي

[read]نزار قباني[/align][/read]
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[align=center][read]قارئة الفنجان [/read]جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
ياولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب
فنجانك .. دنيا مرعبه
وحياتك أسفار وحروب
ستحب كثيرا وكثيرا
وتموت كثيرا وكثيرا
وستعشق كل نساء الأرض
وترجع كالملك المغلوب
بحياتك .. يا ولدي .. امراءة
عيناها .. سبحان المعبود
فمها .. مرسوم كالعنقود
ضحكتها .. موسيقي وورود
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود
مسدود
فحبيبه قلبك .. ياولدي
نائمة في قصر مرصود
والقصر كبيراً يا ولدي
وكلاب تحرسه وجنود
وأميرة قلبك نائمة
من يدخل حجرتها مفقود
من يدنو
من سور حديقتها
مفقود
من حاول فك ضفائرها
يا ولدي
مفقود
مفقود
مفقود
بصرت
ونجمت كثيراً
لكني .. لم اقرأ أبدا
فنجانا يشبه فنجانك
لم اعرف أبداً يا ولدي
أحزاناً
تشبه أحزانك
مقدورك أن تمشي أبدا
في الحب .. على حد الخنجر
وتظل وحيداً كالأصداف
وتظل حزيناً كالصفصاف
مقدورك أن تمضي ابداً
في بحر الحب بغير قلوع
وتحب ملايين المرات
وترجع كالملك المخلوع
جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : ياولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
يا ولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب

[read]نزار قباني[/read][/align]
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[read]:eh_s(21):أني خيرتك:eh_s(21): [/read][align=center]أنى خيرتك .. فاختاري
مابين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
اختاري الحب .. أو اللاحب
فجبن أن لا تختاري
لا توجد منطقه وسطى
مابين الجنة والنار
ارمي أوراقك كاملة وسأرضى عن أي قرار
انفعلي
انفجري
لا تفعلي مثل المسمار
لا يمكن أن أبقى أبدا
كالقشه تحت الأمطار
مرهقة أنتي .. وخائفة
وطويل جداً .. مشواري
غوصي في البحر .. أو ابتعدي
لا بحر من غير دوار
الحب .. مواجهه كبرى
إبحار ضد التيار
صلب بين الأقمار
يقتلني جبنك .. يا امرأة
تتسلى من خلف ستار
أني لا أؤمن في حب
لا يحمل نزق الثوار
لا يكسر كل الأسوار
لا يضرب مثل الإعصار
أهـ لو حبك يبلعني
يقلعني .. مثل الإعصار
أني خيرتك فاختاري
مابين الموت على صدري
أو فوق دفاتر أشعاري
لا توجد منطقة وسطى
ما بين الجنة والنار[/align]
[read]:eh_s(21):نزار قباني:eh_s(21):[/read]
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[align=center][read]:eh_s(21):امرأة حمقاء:eh_s(21):[/read]
يا سيدي العزيز
هذا خطاب امرأة حمقاء
هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء؟
اسمي انا ؟ دعنا من الأسماء
رانية أم زينب
أم هند أم هيفاء
اسخف ما نحمله ـ يا سيدي ـ الأسماء
يا سيدي
أخاف أن أقول مالدي من أشياء
أخاف ـ لو فعلت ـ أن تحترق السماء
فشرقكم يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الأحلام من خزائن النساء
يستعمل السكين
والساطور
كي يخاطب النساء
ويذبح الربيع والأشواق
والضفائر السوداء
و شرقكم يا سيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء
لا تنتقدني سيدي
إن كان خطسيئاً
فإنني اكتب والسياف خلف بابي
وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب
يا سيدي
عنترة العبسي خلف بابي
يذبحني
إذا رأى خطابي
يقطع رأسي
لو رأى الشفاف من ثيابي
يقطع رأسي
لو انا عبرت عن عذابي
فشرقكم يا سيدي العزيز
يحاصر المرأة بالحراب
يبايع الرجال أنبياء
ويطمر النساء في التراب
لا تنزعج !
يا سيدي العزيز ... من سطوري
لا تنزعج !
إذا كسرت القمقم المسدود من عصور
إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري
إذا انا هربت
من أقبية الحريم في القصور
إذا تمردت , على موتي ...
على قبري
على جذوري
و المسلخ الكبير
لا تنزعج يا سيدي !
إذا انا كشفت عن شعوري
فالرجل الشرقي
لا يهتم بالشعر و لا الشعور ...
الرجل الشرقي
لا يفهم المرأة إلا داخل السرير ...
معذرة .. معذرة يا سيدي
إذا تطاولت على مملكة الرجال
الأدب الكبير ـ طبعاً ـ أدب الرجال والحب كان دائماً
من حصة الرجال
والجنس كان دائما ً
مخدراً يباع للرجال
خرافة حرية النساء في بلادنا
فليس من حرية
أخرى ، سوى حرية الرجال
يا سيدي
قل ما تريده عني ، فلن أبالي سطحية . غبية . مجنونة . بلهاء فلم اعد أبالي
لأن من تكتب عن همومها ..
في منطق الرجال امرأة حمقاء
ألم اقل في أول الخطاب أني
امرأة حمقاء ؟


[read]:eh_s(21):نزار قباني:eh_s(21):[/read][/align]
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[read]لقرار [/read]أني عشقتكي واتخذت قراري
فلمن اقدم يا ترى أعذاري
لا سلطه في الحب
تعلو سلطتي
فالرأي رائي والخيار خياري
هذه أحاسيسي فلا تتدخلي أرجوكي
بين البحر والبحاري
ماذا أخاف ... ماذا أخاف
وأنا المحيط .... وأنتي
من انهاري
وأنا النساء جعلتهن خواتم لأصابعي
وكواكب لمداري
خليكي صامته ولا تتكلمي
فأنا أدير مع النساء حواري
وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى
للواقفات أمام باب مزاري
وأنا أرتب دولتي وخرائطي
وأنا الذي اختار لون بحاري
انا في الهوى متحكماً متسلطاً
في كل عشقاً نكهة استعماري
ف استسلمي لئرادتي ومشيئتي
واستقبلي بطفولة امطاري
إن كان عندي ما أقول
فسأقوله للواحد القهاري
عيناكي وحدهما هما شرعيتي
ومراكبي وصديقتي ومساري
إن كان لي وطنا فوجهك موطني
أو كان لي داراً فحبك داري
يا أنتي يا سلطانتي ومليكتي
يا كوكبي البحرية يا عشتاري
أنى احبكي دون أي تحفظاً
أعيش فيكي ولادتي ودماري
أني اقترفتكي عامداً متعمداً
وان كنتي عاراً
يا لروعت عاري
ماذا أخاف ...ومن أخاف
انا الذي نام الزمان على صدى أوتاري
وأنا مفاتيح القصيدة في يدي
من قبل بشاراً ومن مهيارِ
وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً
وجعلته ثمراً على الأشجارِ
سافرت في بحر النساء
ولم أزل من يومها مقطوعة أخباري
من ذا يقاضيني
وأنتي قضيتي
ورصيف أحلامي ... وضوء نهاري
من ذا يهددني وأنتي حضارتي... وثقافتي
وكتابتي ... ومناري
أني استقلت من القبائل كلها
وتركت خلفي خيمتي وغباري
هم يرفضون طفولتي
وأنا ارفض مدائن الفخاري
كل القبائل لا تريد نسائها
إن يكتشفً الحب في أشعاري
كل السلاطين الذين عرفتهم
قطعو يديا وصادرو أشعاري
لكنني قاتلتهم وقتلتهم
ومررت بالتاريخ كالإعصاري
أسقطت بالكلمات آلف خليفة
وحفرت بالكلمات آلف جداري
يا صغيرتي إن السفينة أبحرت
فتكوني كا حمامة بجواري
ما عاد ينفعكي البكاء والأسى
فقد عشقتكي واتخذت قراري

[read]نزار قباني[/read]
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[align=center][read]حارقة روما[/read]

حارقة روما
كفي عن الكلام يا ثرثارة
كفي عن المشي على أعصابي المنهارة
ماذا اسمي كل ما فعلته
ساديه .. نفعيه
قرصنه .. حقارة
ماذا اسمي كل ما فعلته ؟
يا من مزجت الحب بالتجارة
والطهر بالدعارة
ماذا اسمي كل مافعلته ؟
فإنني لا أجد العبارة
أحرقت روما كلها
لتشعلي سيجاره


[read]نزار قباني[/read][/align]
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[align=center][read]يوميات امرأة[/read]
لماذا في مدينتنا ؟
نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا
ونستعطي الرسائل
والمشاويرا
لماذا في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافيرا
لماذا نحن قصديرا ؟
وما يبقى من الإنسان
حين يصير قصديرا ؟
لماذا نحن مزدوجون
إحساسا وتفكيرا ؟
لماذا نحن ارضيون ..
تحتيون .. نخشى الشمس والنورا ؟
لماذا أهل بلدتنا ؟
يمزقهم تناقضهم
ففي ساعات يقظتهم
يسبون الضفائر والتنانيرا
وحين الليل يطويهم
يضمون التصاويرا
أسائل نفسي دائماً
لماذا لا يكون الحب في الدنيا ؟
لكل الناس
كل الناس
مثل أشعة الفجر
لماذا لا يكون الحب مثل الخبز والخمر ؟
ومثل الماء في النهر
ومثل الغيم ، والأمطار ،
والأعشاب والزهر
أليس الحب للإنسان
عمراً داخل العمر ؟
لماذا لايكون الحب في بلدي ؟
طبيعياً
كلقيا الثغر بالثغر
ومنساباً
كما شعري على ظهري
لماذا لا يحب الناس في لين ويسر ؟
كما الأسماك في البحر
كما الأقمار في أفلاكها تجري
لماذا لا يكون الحب في بلدي
ضرورياً
كديوان من الشعر
انا نهدي في صدري
كعصفورين
قد ماتا من الحر
كقديسين شرقيين متهمين بالكفر
كم اضطهدا
وكم رقدا على الجمر
وكم رفضا مصيرهما
وكم ثارا على القهر
وكم قطعا لجامهما
وكم هربا من القبر
متى سيفك قيدهما
متى ؟
يا ليتني ادري
نزلت إلى حديقتنا
ازور ربيعها الراجع
عجنت ترابها بيدي
حضنت حشيشها الطالع
رأيت شجيرة الدراق
تلبس ثوبها الفاقع
رأيت الطير محتفلاً
بعودة طيره الساجع
رأيت المقعد الخشبي
مثل الناسك الراجع
سقطت عليه باكية
كأني مركب ضائع
احتى الأرض ياربي ؟
تعبر عن مشاعرها
بشكل بارع ... بارع
احتى الأرض ياربي
لها يوم .. تحب فيه ..
تبوح به ..
تضم حبيبها الراجع
وفوق العشب من حولي
لها سبب .. لها الدافع
فليس الزنبق الفارع
وليس الحقل ، ليس النحل
ليس الجدول النابع
سوى كلمات هذى الأرض ..
غير حديثها الرائع
أحس بداخلي بعثاً
يمزق قشرتي عني
ويدفعني لان أعدو
مع الأطفال في الشارع
أريد..
أريد..
كايه زهرة في الروض
تفتح جفنها الدامع
كايه نحله في الحقل
تمنح شهدها النافع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل خليه مني
مفاتن هذه الدنيا
بمخمل ليلها الواسع
وبرد شتائها اللاذع
أريد..
أريد أن أحيا
بكل حرارة الواقع
بكل حماقة الواقع
يعود أخي من الماخور ...
عند الفجر سكرانا ...
يعود .. كأنه السلطان ..
من سماه سلطانا ؟
ويبقى في عيون الأهل
أجملنا ... وأغلانا ..
ويبقى في ثياب العهر
اطهرنا ... وأنقانا
يعود أخي من الماخور
مثل الديك .. نشوانا
فسبحان الذي سواه من ضوء
ومن فحم رخيص نحن سوانا
وسبحان الذي يمحو خطاياه
ولا يمحو خطايانا
تخيف أبي مراهقتي
يدق لها
طبول الذعر والخطر
يقاومها
يقاوم رغوة الخلجان
يلعن جراة المطر
يقاوم دونما جدوى
مرور النسغ في الذهر
أبي يشقى
إذا سالت رياح الصيف عن شعري
ويشقى إن رأى نهداي
يرتفحان في كبر
ويغتسلان كالأطفال
تحت أشعه القمر
فما ذنبي وذنبهما
هما مني هما قدري
متى يأتي ترى بطلي
لقد خبأت في صدري
له ، زوجا من الحجل
وقد خبأت في ثغري
له ، كوزا من العسل متى يأتي على فرس
له ، مجدولة الخصل
ليخطفني
ليكسر باب معتقلي
فمنذ طفولتي وأنا
أمد على شبابيكي
حبال الشوق والأمل
واجدل شعري الذهبي كي يصعد
على خصلاته .. بطلي
يروعني ..
شحوب شقيقتي الكبرى
هي الأخرى
تعاني ما أعانيه
تعيش الساعة الصفرا
تعاني عقده سوداء
تعصر قلبها عصرا
قطار الحسن مر بها
ولم يترك سوى الذكرى
ولم يترك من النهدين
إلا الليف والقشرا
لقد بدأت سفينتها
تغوص .. وتلمس القعرا
أراقبها وقد جلست
بركن ، تصلح الشعرا
تصففه .. وتخربه
وترسل زفرة حرى
تلوب .. تلوب .. في الردهات
مثل ذبابة حيرى
وتقبح في محارتها
كنهر .. لم يجد مجرى
سأكتب عن صديقاتي
فقصه كل واحده
أرى فيها .. أرى ذاتي
ومأساة كمأساتي
سأكتب عن صديقاتي
عن السجن الذي يمتص أعمار السجينات
عند الزمن الذي أكلته أعمدة المجلات
عن الأبواب لا تفتح
عن الرغبات وهي بمهدها تذبح
عن الحلمات تحت حريرها تنبح
عن الزنزانة الكبرى
وعن جدارنها السود
وعن آلاف .. آلاف الشهيداتِ
دفن بغير أسماء
بمقبرة التقاليد
صديقاتي دمى ملفوفة بالقطن
داخل متحف مغلق
نقود صكها التاريخ ، لا تهدى ولا تنفق
مجاميع من الأسماك في أحواضها تخنق
وأوعيه من البلور مات فراشها الأزرق
بلا خوف
سأكتب عن صديقاتي
عن الأغلال دامية بأقدام الجميلات
عن الهذيان .. والغثيان .. عن ليل الضرعات
عن الأشواق تدفن في المخدات
عن الدوران في اللاشيء
عن موت الهنيهات
صديقاتي
رهائن تشترى وتباع في سوق الخرافات
سبايا في حريم الشرق
موتى غير أموات
يعشن ، يمتن مثل الفطر في جوف الزجاجات
صديقاتي
طيور في مغائرها
تموت بغير أصوات
خلوت اليوم ساعات
إلى جسدي
أفكر في قضاياه
أليس هوالثاني قضاياه ؟
وجنته وحماه ؟
لقد أهملته زمنا
ولم اعبا بشكواه
نظرت إليه في شغف
نظرت إليه من أحلى زواياه
لمست قبابه البيضاء
غابته ومرعاه
إن لوني حليبي
كان الفجر قطره وصفاه
أسفت لا نه جسدي
أسفت على ملاسته
وثرت على مصممه ، وعاجنه وناحته
رثيت له
لهذا الوحش يأكل من وسادته
لهذا الطفل ليس تنام عيناه
نزعت غلالتي عني
رأيت الظل يخرج من مراياه
رأيت النهر كالعصفور ... لم يتعب جناحاه
تحرر من قطيفته
ومزق عنه " تفتاه "
حزنت انا لمرآه
لماذا الله كوره ودوره .. وسواه ؟
لماذا الله أشقاني
بفتنته .. وأشقاه ؟
وعلقه بأعلى الصدر
جرحاً .. لست أنساه
لماذا يستبد ابي ؟
ويرهقني بسلطته .. وينظر لي كانيه
كسطر في جريدته
ويحرص على أن أظل له
كأني بعض ثروته
وان أبقى بجانبه
ككرسي بحجرته
أيكفي أنني ابنته
أني من سلالته
أيطعمني أبي خبزاً ؟
أيغمرني بنعمته ؟
كفرت انا .. بمال أبي
بلؤلؤة ... بفضته
أبي لم ينتبه يوماً
إلى جسدي .. وثورته
أبي رجل أناني
مريض في محبته
مريض في تعنته
يثور إذا رأى صدري
تمادى في استدارته
يثور إذا رأى رجلاً
يقرب من حديقته
أبي ...
لن يمنع التفاح عن إكمال دورته
سيأتي ألف عصفور
ليسرق من حديقته
على كراستي الزرقاء .. استلقي يمريه
وابسط فوقها في فرح وعفوية
أمشط فوقها شعري
وارمي كل أثوابي الحريرية
أنام , أفيق , عارية ..
أسير .. أسير حافية
على صفحات أوراقي السماوية
على كراستي الزرقاء
استرخي على كيفي
واهرب من أفاعي الجنس
والإرهاب ..
والخوف ..
واصرخ ملء حنجرتي
انا امرأة .. انا امرأة
انا انسانة حية
أيا مدن التوابيت الرخامية
على كراستي الزرقاء
تسقط كل أقنعتي الحضارية
ولا يبقى سوى نهدي
تكوم فوق أغطيتي
كشمس استوائية
ولا يبقى سوى جسدي
يعبر عن مشاعره
بلهجته البدائية
ولا يبقى .. ولا يبقى ..
سوى الأنثى الحقيقة
صباح اليوم فاجأني
دليل أنوثتي الأول
كتمت تمزقي
وأخذت ارقب روعة الجدول
واتبع موجه الذهبي
اتبعه ولا أسال
هنا .. أحجار ياقوت
وكنز لألي مهمل
هنا .. نافورة جذلى
هنا .. جسر من المخمل
..هنا
سفن من التوليب
ترجوا الأجمل الأجمل
هنا .. حبر بغير يد
هنا .. جرح ولا مقتل
أأخجل منه ..
هل بحر بعزة موجه يخجل ؟
انا للخصب مصدره وأنا يده
وأنا المغزل ...

[read]نزار قباني[/read][/align]
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[align=center][read]حبيبتي و المطر[/read]
:SnipeR (69)::eh_s(21):
أخاف أن تمطر الدنيا ولست معي
فمنذ رحتِ وعندي عقدة المطر
كان الشتاء يغطيني بمعطفه
فلا أفكر في برد ولا ضجر
كانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين تمسك هاهنا شعري
وألان اجلس والأمطار تجلدني
على ذراعي على وجهي على ظهري
فمن يدافع عني يا مسافرة
مثل اليمامة بين العين و البصر
كيف أمحوك من أوراق ذاكرتي
وأنت في القلب مثل النقش في الحجر
أنا احبك يامن تسكنين دمي
إن كنتِ في الصين
أو إن كنتِ في القمر ..


[read]:eh_s(21):نزار قب:eh_s(17):اني:eh_s(21):[/read][/align]
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[align=center][read]اكرهها[/read]


اكرهها واشتهي وصلها

وإنني أحب كرهي لها

أحب هذا المكر في عينها

وزورها إن زورت قولها

اكرهها عين كعين الذئب محتالة

طافت أكاذيب الهوى حولها

قد سكن الجنون أحداقها

وأطفأت ثورتها عقلها

اشك في شكي إذا أقبلت باكية

شارحة ذلها

فان ترفقت بها استكبرت

و جررت ضاحكة ذيلها

إن عانقتني كسرت أضلعي

و أفرغت على فمي غلها

يحبها حقدي ويا طالما وددت

إذ طوقتها قتلها

[read]نزار:eh_s(21): قباني[/read][/align]
 

فارس النور

كاتب جيد جدا
رد: نزاريـــــــــــــات قبانية....وبعض الياسمين

[align=center][read]قولي احبك[/read]

قولي احبك
كي تزيد وسامتي
فبغير حبك لا أكون جميلا
قولي احبك كي تصير أصابعي
ذهب و تصبح جبهتي قنديلا
ألان قوليها ولا تترددي بعض الهوى
لا يقبل التأجيلا
سأغير التقويم لو أحببتني
أمحو فصول أو أضيف فصولا
وسينتهي العصر القديم على يدي
وأقيم عاصمة النساء بديلا
ملك أنا لو تصبحين حبيبتي
أغزو الشموس مراكب و خيولا
لا تخجلي مني فهذه فرصتي
لأكون بين العاشقين رسولا


[read]نزار قباني[/read][/align]
 
أعلى