محمود درويش ...خطب الدكتاتور.

ملك روحي

كاتب جيد
خطب الديكتاتور الموزونة

محمود درويش




خطـاب الجلوس :



أمى ومن مذهبى،



سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفُا



لكل فتى امرأة



فأحبوا النساء ، ولا تضربوهن إن مسهن الحرام



ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري . .



سأختار أصلحكم للبقاء . .



لما فات من دول مزقتها الزوابع !



يا شعب .. شا شعبى " الحر فاحرس هوائي



وسرب الذباب وغيم الغبار.



فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الثكالى



وتبًا لوحل الشوارع ..



فمن كان منكم بلا علة .. فهو حارس كلبى،



ومن كان منكم طبيبا ..أعينه



سائسا لحصاني الجديد.



ومن كان منكم أديبا .. أعينه حاملا لاتجاه



النشيد و من كان منكم حكيمًا ..أعينه مستشارا



لصك النقود .



ومن كان منكم وسيمًا ..أعينه حاجبا



ومن كان منكم قويًا ..أعينه نائبا للمدائح



ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب



ومن كان منكم بلا ضجرٍ ولآلىء



فلا وقت عندى للقمح والكدح



ولأعترف



أمامك يا أيها الشعب .. يا شعبى



المنتقى بيدى



كرهت جميع الطغـاة ..



لأن الطغـاة يسوسون شعبا من الجهلة



ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء



المعاصر



لابد من برلمان جديد ومن أسئلة



مواطن ؟



ترى هل يليق بمن هو مثلى قيادة لص



وأعمى وجاهل ؟.



وهل تقبلون لسيدكم أن يساوى ما بينكم



أيها النبلاء



وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول ؟



هل يذهبان إلى الاقتراع معا ،.



كى يقود العوام سياسة هذا الوطن ؟



وهل أغلبيتكم أيها الشعب ،هم عدد لا لزوم



إن أردتم نظاما جديدا لمنع المفتن !!



إذن



سأختار أفراد شعبي، سأختاركم واحدا



واحدا .



كى تكونوا جديرين بى.. وأكون جديرًا بكم ..



وأن ترفعوا صورى فوق جدرانكم



وأن تشكروني لأنى رضيت بكم أمة لى..



سمأمنحكم حق أن تتملوا ملامح وجهي في



كل عام جديد ..



سأمنحكم كل حق تريدون حق البكاء على



موت قط شريد



تريدون ..



على أى جنب تريدون .. ناموا ،



لكم حق أن تحلموا برضاى وعطفى .. فلا



سأمنحكم حقكم فى الهواء.. وحقكم فى



الضياء



سأبنى لكم جنة فوق أرضى



ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عنى،



وانى أحذركم من عذاب الحسد!



ولا تدخلوا فى السياسـة .إلا إذا صدر الأمر



عني . .



لأن السياسة سجني..



هنا الحكم شورى ..هنا الحكم شورى



أنا حاكم منتخب ،



وأنتم جماهير منتخبة



ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة



وأن يتحرى الحقيقة ممن دعاه إليه . .



اصطفاه .حماه من الأغلبية .والأغلبية



نهب



ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر



للحاكم المنتخب ،



أن أعارض



فالأمر أمرى والعدل عدلي و الحق ملك يدى،



واما إحالته للسراى



وحق الرضا ، لى أنا الحاكم المنتخب !



وحق الهوى والطرب



لكم كلكم .فأنتم جماهير منتخبة !



أنا .الحاكم الحر والعادل .



سننشئ منذ انتخابى دولتنا الفاضلة



ولا سجن بعد انتخابى ولاشعر عن تعب



القافلة



سألغي نظام العقوبات من دولتي



من أراد التأفف خارج شعبى فليتأفف



من شاء أن يتمرد خارج شعبى فليتمرد ..



..فالشعب حر..



ومن ليس منى ومن دولتى فهو حر..



سأختاركو واحدا واحدا مرة كل خمس



سنين .. .



وأنتم تزكوننى مرة كل عشرين



عامًا إذا لزم الأمر



أو مرة للابد



وان لم تريدوا بقائى ، لاسمح الله



إن شئتم أن يزول البلد



أعدت إلى الشعب ماهب أو دب من سابق



الشعب



كى أملك الأكثرية .والأكثرية فوضى..



أترضى أخى الشعب !



ترضى بهذا المصير الحقير أترضى؟.



معاذك !!



فد اخترت شعبى واختارنى الآن شعبى..



فطوبى لكم .. ثم طوبى لنا أجمعين .



فمن سنة لم أجد خبرا واحدًا عن بلادى



أما من خبر؟



نغير تقويمنا السنوى . . وننقش أقوالنا فى



وندفنها فى الصحاري ليطلع منها المطر



على ما أشاء من الكائنات



وأحمل عاصمتى فوق سيارة الجيب ،



وأكتب فى العام عشرين سطرا بلا خطأ



نحوى،



ألغى الخبر .وما من خبر؟. .



وامنع عنكم عصير الشعير



وأختصر الناس .. أسجن ثلثًا ..



وأطرد كثا ..



وأبقى من الثلث حاشية للسمر..



وما بقى من خبر؟!



وأطبع وجهى .. من أجلكم .فوق وجه القمر



لكي تحلموا كما أتمنى لكم .. تصبحون على



وما من خبر؟!



لأن الشعير طعام حميرٍ .. وأنتم أرانب



قلبى..



كلوا ما تشاؤون من بصل أخضر أو جزر..



وما من خبر؟



وأدعو إلى وحدة المسلمين على سيف قيصر



بتاريخ فكر البشر



وأغلق كل المسارح .. لا مسرح فى البلد



وما بن تبرأ



ضجر!



ضجر!



ولكن قلبي عليك وقلبك من فلز أو حجر



أضحى لأجلك ، يا شعب ، إني سجينك منذ



الصغر



ومنذ صباي المبكر أخطب فيكم



وأحكمكم واحدا واحدا



وفى كل يوم أعد لكم مؤتمر



دو أن يتخشب ؟ من منكم يستطيع



السهر..



ثلاثين عاما



ليمنع شعبا من المذكريات وحب السفر..؟



وحيد أنا أيها الشعب ..لا أستطيع الذهاب



إلى البحر



والمشي فوق الرصيف



ولا النوم تحت الشجر



ثقيل هو الحكم ..لا تحسدوا حاكما ..



أي صدر تحمل ما يتحمل صدري من



الأوسمة ؟.



ثلاثين عاما على حافة الجمجمة



وأي يد دفعت طما دفعت يدنا من خطر؟.



ضجـر !



قليلا ، فمن يعيد إلى ساحة الموت



أمجادها؟.



اخطئوا .. اخطئوا .. واسرقوا وافسقوا ..



لأقطع كفا وأجدع أنفا وأدخل سيفا بنهد



وأجعل هذا الهوا ،إبر



وأنسى همومي في الحكم ، أنسى التشابه



أما من أحد؟ ..



تقاعس عن خدمتي أو بكى أو جحد:



أما من أحد .. شكا أو كفر !



ضجر!



ووحدي أسن القوانين



وحدي أحول مجرى النـهر . .



أفكر وحدي أقرر وحدي.. فما من وزارة



تساعدني في إدارة أسراركم



ليسر لي نائب لشئون الكناية والاستعارة



تحلمون ..



ولا نائب لاختيار ثيابى وتصفيف شعرى



ورفع الصور



ولا مستشار لرصد الديون



. فوالله .. والله .. والله لا علم لى



بمالى عليكم ومالى عليكم حلال حلال ..



كلوا ما أعد لكم من ثمر



وناموا كما أتمنى لكم أن تناموا ومودين



بعد صلاة العشاء..



وقوموا من النوم حين ينادى المنادى



بأنى رأيت السحر..



وسيروا إلى يومكم آمنين .. ووفق نظام



كتابي



ولا تسألوا عن خطابي



سأمنحكم عطلة للنظر



ضجر!



ضجر!



سلام علي ، سلام عليكم



**



خطيئتهم عند ربهم



حرام حلال



حلال حرام



وتأميم أفكار شعب يحب الحياة - ورقص أقل



فهل نستطيع المضي أماما ؟ وهذا الأمام



حطام ..



أليس السلام هو الحل ؟.



عاش السلام



وبعد التأمل فى وضعنا الداخلى



وبعد الصلاة على خاتم الأنبياء وبعد السلام



على،



وجدت المدافع أكبر من عدد.الجند فى مولتى.



لهذا ، سأطلب من شعبى الحر أن يتكيف



فورا ،



وأن يتصرف خير التصرف مع خطتى.



سأجنح للسلم إن جنحوا للحروب



ومهما أقاموا على أرضنا ..



وتوقف إنتاج مستقبل غامض من جثث ؟



أرضنا عن وسادة ؟.



هل دمكم أيها الناس أرخص من حفنة



الرمل ؟.



عم تفتش في الحرب يا شعبى الحر،



فليتوسع قليلا.. لماذا نخاف .. لماذا نخاف ؟.



فهل تستطيع الجرادة أن تأكل الفيل أو



تشرب النيل ؟.



في الأرض متسع للجميع .. وفى الأرض



متسع للسعادة .



ونحن هنا ثابتون ..



هنا فوق خمسة ألاف عام من المجد والحب .



مهما يمر الظلام



وعاش السلام ..



ورثتك يا شعب .. يا شعبى الحر عن حاكم



ضللك



وحطم فيك البراءة والورد .ما أنبلك !



وجرك للحرب من أجل بدو أباحوا نسائك



مذ دخلوا منزلك .



ولم يدفعوا الأجر .. لاشئ فى السوق ،



لا شيء من حللك



لبدو الصحارى، وحرم لحم الخراف عليك ،



ومن بدلك



وقادك نحو سراب العروبة حتى توحد من



وآن أوان الحقيقة ، فليرجع الوعى للوعى ..



وإما السلام .



إما عودة الوعي ، لا وعي حولي ولا وعي



قبلي ولا وعي بعدي



عرفت التصدي



عرفت التحدي



وجربت أن أستقل عن الشرق والغرب ..



لكنني لم أجد



غير هذا التردي



يكون الحياد شطط



فمن نحن ؟ هل نحن شرق .. ولا رزق فى



الشرق ؟.



في الشرق حزب النظام الحديدى ، فى



الشرق تنمية للنمط



ولاشيء في السوق غير الخطط



وهل نحن غرب ؟ وفى الغرب أعداؤنا



ينشرون اللغط ؟



عن الحاكم العربي وفى الغرب رامبو



فمن نحن ؟ هل نحن حقا غلط



لنقضى.ثلاثين عاما من الحرب والحل في



هل نحن حقا غلط ؟



. . ليهرب منا الطعام



أما كنت تدرك يا شعب



أن الطعام سلام ؟.



ويا أيها الشعب ، آن لنا أن نصحح تاريخنا



كي لا يفروا من السلم .. ماذا يريدون ؟.



يريدون أطراف سيناء؟.. أهلا وسهلا..



الوقت ؟ .. أهلا وسهلا..



يريدون تعديل قرآن عثمان ؟ أهلا وسهلا..



يريدون بابل كي يأخذوا رأس "نابو" إلى



السبي؟.



أحمى السلم



والسلم أقوى من الأرض ..اأقوى وأغلى..



فهم بخلاء ..لئام



ونحن كرام ..كرام



وعاش السلام



.. من أجل هذا السلام أعيد الجنود



من الثكنات إلى العاصمة .



وأجعلهم شرطة للدفاع عن الأمن ضد



الرعاع .



وضد الجياع



وفى السجن متسع للجميع



من الشيخ حتى الرضيع



ومن رجل الدين حتى النقابى والخادمة



فليس السلام مع الآخرين هـناك



سلاما` مع الرافضين هنا ..



هنا طاعة وانسجام



وأما الذين قضوا فى سبيل الدفاع



عن الذكريات وعن وهمنا ..فلهم أجرهم أو



خطيئتهم عند ريهمو..



وما فات فات



ومن مات مات



سأحرث مقبرة الشهداء الحزينة



وأرفع منها العظام لتدفن فى غير هذا



فرادى فرادى



لئلا يثير الفسادا



ولا حق للموت أن يتمادى



ويقضم نسياننا الحر منا



سأكسر كل المدافع حتى يفرخ فيها الحمام



سأكسر ذاكرة الحرب ..



ناموا كما لم تناموا



غدا تصبحون على الخبز والخير ناموا



غدا تصبحون على جنتى



فاستريحوا وناموا ..



يعيش السلام



يعيش النظام



شالوم .. سلام ..!



**



خـطاب الأمير :



إذا كانت الحرب كرأ وفرأ



فإن السلام مكر مفر



أحبوا الأمير ، وخافوا الأمير



ولا تقنطوا من دهاء الأمير



فليست لنا غاية فى المسير



على ما استقرت عليه : أمير على عرشه



وشعب على نعشه ..



أحب الرعية إن أخلصت



وان أرخصت دمها في سبيل الأمير



فعمر الرعية في الحب عمر طويل



أنا صانع الجيش من كل جيش بلا أسلحة



جمعت الجنود كما تجمع المسبحة



ومجتمعا يدمن المذبحة



أنا السيف والورد والمصلحة



وليس على ما أقول شهود



وليس على ما أريد قيود.. ،



الحدود



وليس العدو عدوًا إلى أخر الحرب ..



سياستنا أو كياستنا حين نحرق أطفالهم



بالصواريخ



كي لا يمروا ،



فإن كانت الحرب كرًا وفرًا



فإن السلام مكر مفر



حقوق الأمير على الناس أكبر من واجبي



ألم أجد الناس جوعى .. فأطعمت



وعارية فكسوت



وتائهة فهديت !



وساويت بين المثقف والمرتزق



(وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمى-



ألم أبن خمسين سجنا جديدا لأحمى اللغة



من الحشرات ومن كل فكر قلق أ.



ألم أخلط الطبقات لألغى نظام التقاليد



والمرجعية والزمن المحترق ؟!



فمن يذكر الآن أجداده ؟



ومن يعرف الآن أولاده ؟



ومن يستطيع الحنين إلى زهر ذابلة



ومن يستطيع التذكر دون الرجوع إلى



حارس القافلة ؟



(وأما بنعمة ما أنعم الحكم - حكمى - عليك



فحـدث )



ملك ،



دعوا الأرض بورا ، لأن الفلاحة عار



القدامى



قطعت الشجر



وألغيت بؤس الزراعة



لأستورد الثمر الأجنبي بنصف التكاليف



ولا تعملوا في المصانع ، فهى ديون على دولة



تتنامى



رويدا رويدا على فائض الحرب من شهداء



ومن جثث في العراء ، وبترولنا دمكم



والصناعة إنتاج ما أنتجت حربنا من يتامى



نوظفكم في معارك لا تنتهى كى يعيشوا



يتامى



لنحيا الحزينة عاما وعاما



وإلا ...فمن أين أطعمكم .والإمارة قفر



وأن الحروب اقتصاد معافى .. وحر



وان الهزيمة ربح ونصر



وان كانت الحرب كرًا وفرًا



فإن السلام مكر مفر



* * * * * * * *



ماذا يريد الأمير المحارب ؟



أقول : أريد حروبا صغيرة



سأختار شعبا صفيرا حقيرا أحاربه كى



أحارب



وأحمى النظام من الباحثين عن الخبز بين



الزرائب



فحين نخوض الحروب



يحل السلام على الجبهة الداخلية ننسى



الحليب .



فيا قوم قوموا .. فهذا أوان الأمل



وهذا أوان النهوض من المأزق المحتمل



إذا حاصرتنا جيوش الشمال



وإن حاصرتنا جيوش الجنوب



ندمر إخوتنا في الشمال



فلا تقنطوا من دهاء الأمير ولا تقعوا فى



الغلط



فخير الأمور الوسط



ولا تسألوني أفي الأمر سر؟



فإن السلام مكر مفر!.



تقولون ماذا عن السلم ، ماذا يريد الأمير ؟



أقول : أريد من السلم ما لا فضيحة فيه .



أغازله دون أن أشتهيه



وأبنيه سرًا ، وأحرسه بالحروب الصفيرة



كي يتقيني العدو وكي أتقيه ..



ومن طيش هذا الشباب



وأحصي مدافعهم ثم أحصي مدافعنا



وأحصى مصانعنا ثم أحصى مصانعهم



-الفوارق سلم



وأحصى مواقعنا ثم أحصى مواقعهم



- الفوارق سلم .



-



- لأن السلام المقام على الفرق بين العدوين



- ظلم



ولابد من نصف حرب



وأحفظ حكمي



أحارب من أستطيع محاربته



بلا رحمة أو حرام



أسالم من لا أريد ولا أستطيع محاربته



بغير معاهدة للسلام



فإن السلام مغامرة كالحروب .. وشر



وان كانت الحرب كرا وفرأ



فإن السلام مكر مفر



ويا قوم .. يا قوم ،من أخر الليل يطلع فجر



سلام عئيكم إلى مطلع الفجر أيها الصابرون



على الليل حولي



عليكم ، لكي يتساوى الجميع بظلمى وعدلى..



أعرف يا أيها الناس ، ما تحمل النفس



والنفس أمارة بالتخلي



عن الصعب ، والمجد صعب كما تعلمون ،



قليل التجلي ،



فلا تقطنوا من دهائى ومن رحمة النصر



- درجات .



فمنه الطويل ومنه القصير .ومنه الذى



يستمر



سأحكمكم لا مفر



إذا كانت الحرب كرًا وفرًا



فإن السلام مكر .. مـفـر .



**



خطاب القبر ! :



أعدوا لى القبر قصرا يطل على القصر



من وجهة البحر، قصرا يدل الخلود عليَّ .



يدفع أحلامكم صلوات ..إلى



فمن كان يعبر هذا البلد



وحى هو العرش حتى الأبد



بلغت الثمانين ، لكننى ما عرفت السـأم



وقد أتزوج في كل يوم فتاة



وأبكي عليكم ، أرثيكم يوم تهوى البيوت



على ساكنيها ، ويسكنها العنكبوت



فمن واجبي أن أعيش



ومن حقكم أن تموتوا



لأنجب جيلا جديدا يواصل أحلامكم



فما من أحد



رأى ما رأيت .. وما من بلد



فمن كان يعبد هذا البلد



فقد مات ، أما الذى كان يعبدنى



دعني وشعبي الولد ،



وبعد الثمانين تأتي ثمانون أخرى



لأرتاح مما خلقت وممن خلقت



فمن يعبدون ؟



وكيف تعيشون بعدى؟



ومن سوف يحرس أبوابكم من جراد المطر



ويحميكم من ذئاب الشجر؟



أبا لخبز وحده ؟ بالخبز وحده



وفى البدء ..كنت .. وكونت هذا الوطن



بعبادة خالقه ،



فاعلموا واعلموا



بأن الذي قد خَلق



وإن كان لابد من موتنا فاسبقوني



خذوا زوجتي معكم وخذوا أسرتي ..



وجهاز القلق ..



ولا تنشئوا أي حزب هناك



ولا تأذنوا لقدامى الضحايا بأن يسكنوا



ولا تسمحوا للتلاميذ أن يسرقوا دمعكم



الحياة



على الأرض أو تحتها



عما رفضت التساؤل فيه



أنا الموت .. والموت لا ريب فيه



فلا تهربوا من مشيئة قصري



فقد أختنق



وحيدا بغير جماهير تعبدني



ولقد ألتحق



بكم كي أراقبكم ..كي أحاسبكم



فقد هلكت



وأما الذي كان يعبدني



فمن حقه أن يعيش معي فوق هذا التراب



وتحت التراب ..معي للأبد



أعدوا لي القبر قصرا يطل على البحر



قصرا مليئا بأجهزة الاتصال الحديثة



سآمر فورًا ، بنقل الوزارات والذكريات



ومجموعة الصور النادرة



سأنقل كل الحصون وكل السجون وكل



لأحكمكم في المقر الجديد



بصيغة دستورنا الحاضرة



ولكنني سأعدل بند الوراثة



أثبت الميت أن الذى كان حيا هو الميت فيه



لئلا يطالبنا الدود بالآخرة



أعدوا لي القبر أوسع من هذه الأرض



أقوى من الأرض



قصرًا يلخص بحرًا بنافذة من سحاب



على فرس الغيم والغيم أبيض يهتز حولي



ويرسم لاسمي تاجًا وقوس قباب



أعدوا لي العرش من ريش مليون نسر



ونادوا ملائكة الشعر: صلى عليه وصلى له



لينسى الهواء وينسى التراب ،



سأختار هذا الممر الصغير



لأقضى على الموت فيها .. وفى



وأفتح أخر باب ..



فمن كان يعبد منكم هنا الآخرة



ومن كان يعبدني .. فإني حى.. .وحى .. وحى ..



خطاب الفكرة .



إذا قدر الحزب للشعب أن يحمل الدرب



فكرة ..



وأن يرفع الأرض أعلى من الأرض فكره



وأن يفصل الوعي عن واقع الوعي من أجل



فكرة



أقول لكم ما يقول لى الحزب والحزب فوق



الجماعة



سنقفز فوق المراحل عصرا وعصرين ..فى



كل ساعة .



لنبني جنة أحلامنا اليوم فى نمط من مجاعة



ونمنع بيع الدجاج وبيض الدجاج



وملكية الظل ملكية خاصة



فلنؤمم إذن كل أشجارنا الجائعة



وكل نباتاتنا الضائعة



ثمانين نخله



وعشرين زيتونة



وألفا وسبعين فجله



سنلغي الزراعة



بحزب وشعب و فكره



أقول لكم ما يقرره الحزب ، والحزب سلطتنا



طبقه



هي القوة الصاعدة



ونعلن من أرضنا ثورة الفقراء على الفقراء



فليس على أرضنا أغنياء



على فقرنا ، فى إذاعتنا والجريدة



سنقطع دابر أعدائنا الطبقيين .. أهل العقيدة



السماء



إذا الشعب يوما أراد



فلابد أن يستجيب الجراد ..



فهيا بنا أيها الكادحون وصناع تاريخنا



الحر، هيا بنا



والعبرات



وكل الروايات والأغنيات القديمة والوجع



العاطفي



وما ترك الغرب والشرق فينا من الذكريات



لنصنع من كل حبة رمل خليه



وننجز خطتنا المرحلية



فإن كانت الأرض عاقر



فإن القيادة حبلى بما يجعل الأرض خضراء



وهزوا الشعار، ليساقط الوعي فكره



فنحن الذين



ونحن الذين



سنحرق كل المراحل ..كى نصنع الطبقة



إلى سدة الحكم حتى نعبر عنها بحزب



ويا شعب .. يا شعب حزبك ، شد الحزام



عن القيمة الزاندة



ولكننا ندرك الآن أن الطبيعة أفقر منا



وندرك أن السلع



لننتج وعيًا جديدًا



وربوا الشعارات .. وادخروها



وإن صدئت طوروها



أولادكم فاطبخوها



وصلوا لها و أعبدوها



وان مسكم مرض .. علقوها



على موضع الداء فهى الدواء



وثروتنا في بلاد بغير معادن



وواقعنا ما نريد له أن يكون



وليس كما هو كائن ..



وهى رسالتنا الرائدة .



وإذا استثمرت جيدا



أثمرت بلدا سيدا



حالمًا سالمًا



بحزب وفكره



وصفوا التماثيل أعلى من النخل والأبنية



وصف التماثيل أفضل للوعى من أمهات



النخيل



تماثيل أفضل للوعي من أمهات النخيل



تذكركم بنشيد الطلائع : نحن أتينا لكي



ننتصر



ولابد للقيد أن ينكسر



ولابد مما يدل على الفرق بين النظام الجديد



وبين النظام العميل



ولابد من صورة الفرد كي يظهر الكل في



واحد



تماثيل تعلو على الواقع المندحر



وتخلق مجتمع الغد من فكرة تزدهر



فلا تجدعوا أنفها عندما تسغبون



ولا تملأوا يدها بالرسائل ضدي وضد



السجون



ولا تأذنوا للحمام المهاجر أن يستريح



عليها ..



ولا تبصقوا حولها ضجرا



ولا تنظروا شذرا



سأزرع التماثيل جيش الدفاع عن الأمنية



سنصمد مهما تحرش هذا الجفاف بنا



سنصمد مهما تنكر هذا الزمن



سنصمد حتى نهاية هذا الوطن



سنصمد حتى تجف المياه ..لآخر قطره



وحتى يموت الرغيف الأخير ..لآخر كسره



وحتى نهاية أخر متز كان يحلم مكى .بأخر



فإن مات هذا الوطن



فقد عشت من أجل فكره



ولا تسألوا الحزب من أجل أية فكره



نموت ؟



ستولد ثورة



ستولد فكره



سلام عليكم



سلام على فكرةٍ



سوف تولد من موت شعبٍ وفكره !



**



وفى كل امرأة أفعوان .



اجلوهن في الصبح جلده ،



لئلا يوسوس فيهن شيطانهن ،



وفى الليل جلده



لئلا يعدن إلى لذة الإثم



واستغفروا الله ، وارموا



ولا تهجروهن فوق المخدة



وإن النساء حبيباتنا من قديم الزمان



إذا كان ابني هو ابني



وفى كل مرة ،



أرى رجلا واقفا بن قلبى وامرأتى



ولكنني .لا أراه



لأقتله أو لأقتلها ، بيد أنى أراه



ويقتلني كل يوم وفى كل سهره



يهاجمني عاشق سابق عند باب القرنفل



فكيف أحرر أحساد زوجاتنا من أصابع



غيري؟.


 

دااني

كاتب جديد
رد: محمود درويش ...خطب الدكتاتور.

يسعدني اكون ثاني من رد عليك
كم هائل من المشاعر الصادقه سطرت هنا


أحرف تحمل بداخلها اسمى معاني الحب والوفاء

لك اجمل التحايا
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: محمود درويش ...خطب الدكتاتور.

ولأعترف



أمامك يا أيها الشعب .. يا شعبى



المنتقى بيدى



كرهت جميع الطغـاة ..



لأن الطغـاة يسوسون شعبا من الجهلة



ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء



المعاصر



لابد من برلمان جديد ومن أسئلة



مواطن ؟



ترى هل يليق بمن هو مثلى قيادة لص



وأعمى وجاهل ؟.



وهل تقبلون لسيدكم أن يساوى ما بينكم



أيها النبلاء



وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول ؟



هل يذهبان إلى الاقتراع معا ،.



كى يقود العوام سياسة هذا الوطن ؟



وهل أغلبيتكم أيها الشعب ،هم عدد لا لزوم



إن أردتم نظاما جديدا لمنع المفتن !!



إذن



سأختار أفراد شعبي، سأختاركم واحدا



واحدا .



كى تكونوا جديرين بى.. وأكون جديرًا بكم ..



وأن ترفعوا صورى فوق جدرانكم



وأن تشكروني لأنى رضيت بكم أمة لى..



سمأمنحكم حق أن تتملوا ملامح وجهي في



كل عام جديد ..



سأمنحكم كل حق تريدون حق البكاء على



موت قط شريد

الله اينَ شعراء هذا اليوم من شعركَ ياحاكم الحروف ؟؟!
 
رد: محمود درويش ...خطب الدكتاتور.

ومن بدلك



وقادك نحو سراب العروبة حتى توحد من



وآن أوان الحقيقة ، فليرجع الوعى للوعى ..



وإما السلام .



إما عودة الوعي ، لا وعي حولي ولا وعي



قبلي ولا وعي بعدي



عرفت التصدي



عرفت التحدي



وجربت أن أستقل عن الشرق والغرب ..



لكنني لم أجد



غير هذا التردي

رائــعه بجد
مع اني مبعرف عبر لما اقرا هيك حكي بينربط لساني
شكرا لنقلك المميز
يسلمو كتير

56.gif


 

مواضيع مماثلة

أعلى