محمود درويش..محمد الدره

ملك روحي

كاتب جيد
[frame="13 90"]
محمد (في ذكرى محمد الدرة )
محمود درويش

[/frame]





[frame="13 90"]


يُعَشِّشُ في حِضنِ والدهِ طائراً خائفاً






مِنْ جحيمِ السماءِ: احمني يا أبي







مِنْ الطَيرانِ إلى فوق! إنَّ جناحي







صغيرٌ على الريحِ... والضوءُ أسْوَدْ







* *







مُحمَّدْ،







يريدُ الرجوعَ إلى البيتِ، مِنْ







دونِ دَرَّاجة... أو قميصٍ جديدْ







يريدُ الذهابَ إلى المقعد المدرسيِّ...







الى دَفترِ الصَرْفِ والنَحْوِ: خُذني







الى بَيْتنا، يا أبي، كي أُعدَّ دُرُوسي







وأكملَ عمري رُوَيْداً رويداً...







على شاطئِ البحرِ، تحتَ النخيلِ







ولا شيءَ أبْعدَ، لا شيءَ أبعَدْ







* *







مُحمَّدْ،







يُواجهُ جيشاً، بلا حَجرٍ أو شظايا







كواكب، لم يَنتبه للجدارِ ليكتُبَ:







"حُريتي لن تموت".







فليستْ لَهْ، بَعدُ، حُريَّة







ليدافعَ عنها. ولا أفُقٌ لحمامةِ بابلو بيكاسو.







وما زالَ يُولَدُ، ما زالَ







يُولدَ في اسمٍ يُحمِّله لَعْنةَ الإسم. كمْ







مرةً سوفَ يُولدُ من نفسهِ وَلداً







ناقصاً بَلداً... ناقصاً موعداً للطفولة؟







أين سيحلَمُ لو جاءهُُ الحلمُ...







والأرضُ جُرْح... ومَعْبدْ؟







* *







مُحمَّدْ،







يرى موتَهُ قادِماً لا محالةَ. لكنَّهُ







يتذكرُ فهداً رآهُ على شاشةِ التلفزيون،







فهداً قوياً يُحاصرُ ظبياً رضيعاً.







وحينَ







دنا مِنهُ شمَّ الحليبَ،







فلم يفترِسهُ.







كأنَّ الحليبَ يُروِّضُ وحشَ الفلاةِ.







اذنْ، سوفَ أنجو - يقول الصبيُّ -







ويبكي: فإنَّ حياتي هُناك مخبأة







في خزانةِ أمي، سأنجو... واشهدْ.







* *







مُحمَّدْ،







ملاكٌ فقيرٌ على قابِ قوسينِ مِنْ







بندقيةِ صيَّادِه البارِدِ الدمِ.







من







ساعةٍ ترصدُ الكاميرا حركاتِ الصبي







الذي يتوحَّدُ في ظلِّه







وجهُهُ، كالضُحى، واضح







قلبُه، مثل تُفاحة، واضح







وأصابعُه العَشْرُ، كالشمعِ، واضحة







والندى فوقَ سروالهِ واضح...







كان في وسعِ صيَّادهِ أن يُفكِّر بالأمرِ







ثانيةً، ويقولَ : سـأتركُهُ ريثما يتهجَّى







فلسطينهُ دون ما خطأ...







سوف أتركُهُ الآن رَهْنَ ضميري







وأقتلُه، في غدٍ، عندما يتمرَّدْ!







* *







مُحمَّدْ،







يَسُوع صغير ينامُ ويحلمُ في







قَلْبِ أيقونةٍ







صُنِعتْ من نحاسْ







ومن غُصْن زيتونة







ومن روح شعب تجدَّدْ







* *







مُحمَّدْ،







دَمٌ زادَ عن حاجةِ الأنبياءِ







إلى ما يُريدون، فاصْعَدْ







الى سِدرة المُنْتَهى







يا مُحمَّدْ!
[/frame]
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: محمود درويش..محمد الدره

[align=center]
يرتحف القلب عند قرائة القصيدة

تعود بي الذاكرة الى اللقطات التي بثتها الاقمار
سيناريو للاستشهاد اليومي للاطفال

لكن الكلمات ابلغ من عدسة الكاميرا
من








ساعةٍ ترصدُ الكاميرا حركاتِ الصبي








الذي يتوحَّدُ في ظلِّه








وجهُهُ، كالضُحى، واضح








قلبُه، مثل تُفاحة، واضح








وأصابعُه العَشْرُ، كالشمعِ، واضحة








والندى فوقَ سروالهِ واضح...








كان في وسعِ صيَّادهِ أن يُفكِّر بالأمرِ








ثانيةً، ويقولَ : سـأتركُهُ ريثما يتهجَّى








فلسطينهُ دون ما خطأ...








سوف أتركُهُ الآن رَهْنَ ضميري








وأقتلُه، في غدٍ، عندما يتمرَّدْ!


لانه محمود درويش
[/align]
 

SONDA

كاتب جيد جدا
رد: محمود درويش..محمد الدره

انتقاء مميز
شكرا لذوقك الرفيع
 

ملك روحي

كاتب جيد
رد: محمود درويش..محمد الدره

شكرا لك sondaعلى مرورك الكريم
رحم الله محمد الدره ومحمود درويش وكل المسلمين
 

آنفآس آلمطر

كبار الشخصيات
رد: محمود درويش..محمد الدره

نعم رحمهم الله اجمعين

قصيدة ولا اروع سجلهاَ التاريخ
لاأغلى شهيد محمد الدّرة

انتقاااء ولا اروع عزيزتي
كوني بخير
.؛.؛.؛.
62.gif
 

مواضيع مماثلة

أعلى