الايدز لم يعد مرض مميتا

قالت هند الخطيب، المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة المعني بالإيدز في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن البرنامج يعمل بالتعاون مع الدول الإقليمية، وإن الاهتمام الرئيسي ينصب على أفريقيا باعتبارها القارة التي ينتشر فيها الإيدز أكثر مما ينتشر في أي مكان آخر بالمنطقة، ورأت الخطيب أن البرنامج الذي تمثله يهدف إلى الحد من انتشار الإيدز.

وأضافت الخطيب خلال حديثها لبرنامج “إضاءات” الذي سيبث اليوم الخميس على “العربية” في تمام الثانية ظهراً بتوقيت السعودية، ويعاد بثه الأحد في الساعة الخامسة مساء بتوقيت السعودية؛ إن المنطقة التي يمثلها المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة له خصوصياته، وإن الأرقام التي تفصح عنها الدول عن نسب المصابين بالإيدز ليست دقيقة، وبعض الدول لا تفصح، وأن الدول العربية لا تزال في بداية طريقها لوضع برامج من أجل الحد من انتشار المرض، مضيفةً أن أرقام المصابين في المنطقة بهذا المرض ليست مفزعةً مقارنةً بدولٍ أخرى.

ورأت أن الزمن الذي كان يوصف فيه مرض الإيدز بـ”المميت” قد ولى، وأن الأدوية الموجودة حالياً والتي تقدمها الدول مجاناً للمصابين حدت من فتك المرض، لكنه يبقى من الأمراض الخطيرة، لكنه ليس مميتاً.

وأكدت الخطيب على أن برامج التوعية مدعومةً من الحكومات، وأنها تضم البرامج الهادفة إلى تعليم الشباب بعض المواهب التي تحثهم على استغلال أوقاتهم بدلاً من التورط بممارساتٍ ربما تودي بهم إلى أمراضٍ خطيرة من بينها الإيدز.

وقالت إن أسباب الإيدز عديدة، من أبرزها ممارسة الجنس وتحديداً الشذوذ الجنسي، وكذلك المتعاطين للمخدرات، وأن دراساتٍ صدرت عن الإيدز في السودان ومصر واليمن أثبتت أن المثلية الجنسية من أبرز أسباب الإصابة بالإيدز، كما أن 12% من المتعاطين للمخدرات يصابون بالإيدز.

ولدى حديثها عن دور الإعلام شددت الخطيب على ضرورة نشر الوعي من خلال الإعلام لتوعية العائلات بضرورة عدم نفي المصاب، وأن على الأهل التعامل برفقٍ مع مريض الإيدز، وأن لا ينظر إلى المصاب بالمرض على أنه متورط بالضرورة بجريمة أخلاقية، وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة.

ولم تخف الخطيب استغرابها من عدم تحمس الإعلاميين العرب على الانخراط في برامج توعوية بمرض الإيدز، بسبب كونه “وصمة”، وأن هذا الموقف بين الإعلاميين بدأ يزول شيئاً فشيئاً.

ولدى سؤال الدخيل لها عن مستوى التطور في الوعي، ذكرت أن المفاهيم التوعوية التي تطرح من قبل البرنامج الذي تمثله، أو من جهة وزارات الصحة يدل على التطور والتقدم، مشيدة بالمبادرة الخليجية المتعلقة بالتوعية بمرض الإيدز، وأن وزير الصحة السعودية رغم أنه وزير لدولة إسلامية محافظة وهو الدكتور عبدالله الربيعة، قد حشد الوزراء للتعاون من أجل البحث في مرض الإيدز على مستوى التوعية أو العلاج، ولم ير في ذلك عيباً، غير أنها تستدرك بأن الدول العربية لم تعمل بالجدية الكافية للتعامل مع المرض.

وحول المرض ميزت الخطيب بين من يحمل الفيروس ومن أصيب بالمرض، معتبرة أن من أصيب بالفيروس لا ينشر الفيروس بالعدوى، ويمكن للأدوية أن تنهيه، وأن حامل المرض هو الذي يسمى فعلاً بأنه “مريض بالإيدز”، نافية أن يكون المرض يمكن أن ينتقل عبر المصافحة أو شرب الماء، حاصرة أسباب انتقال العدوى بممارسة الجنس، وبنقل الدم.

وعن التصريحات التي أطلقها السفير عمرو رمضان عن برنامج الأمم المتحدة والذي جاء فيه تشديده على ضرورة مراعاة خصوصية الثقافة العربية لدى التوعية بالإيدز وعدم نشر أفكار تتعارض مع الدين، قالت هند الخطيب إنها حين التقت السفير طالبهم بمعالجة المرض من خلال الجوانب الطبية فقط، وأنها رفضت الطلب، لأن الإيدز لا بد أن يعالج من خلال التوعية الثقافية، وأن برنامج التوعية لا يخدش الدين والعادات في المنطقة، وأن الحديث عن الإيدز والتوعية حوله من المهمات الضرورية في هذا الوقت.