البحرين تسعى لانتزاع بطاقة التأهل من أستراليا

يسعى المنتخب البحريني إلى الإطاحة بنظيره الأسترالي والتغلب عليه لانتزاع بطاقة التأهل إلى الدور الثاني من بطولة كاس الأمم الآسيوية التي تستضيفها قطر حتى التاسع والعشرين من كانون الثاني/يناير الحالي، وذلك عندما يلتقي المنتخبان غداً الثلاثاء على إستاد جاسم بن حمد بنادي السد في إطار الجولة الثالثة والأخيرة من مباريات المجموعة الثالثة ضمن الدور الأول من البطولة.

ولاشك أن المباراة تعتبر مصيرية للمنتخبين فكلاهما يدخلها وهو يمتلك أمل حجز بطاقة التأهل إلى الدور الثاني، كما أن خسارة أي منتخب منهما ستعنى انتهاء مسيرته في البطولة مبكراً لذلك فكلاهما يرفع شعار “الخطأ ممنوع” في هذه المواجهة المرتقبة.

فرص التأهل

وقبل أن نتحدث عن فرص وحظوظ المنتخبين في التأهل يجب أن نوضح أن الطرفين الآخرين في المجموعة قد حسما أمرهما تماماً، فالمنتخب الهندي هو ثاني منتخب يودع البطولة من المرحلة الثانية لمباريات الدور الأول، بعد المنتخب السعودي وذلك عقب خسارته أمام البحرين (2-5) يوم الجمعة الماضي، أما المنتخب الكوري الجنوبي فقد ضمن التأهل للدور ربع النهائي وبقي عليه أن يحقق فوزاً عريضاً على الهند يصل به إلى النقطة السابعة لينتظر موقف المنتخب الأسترالي أمام البحرين لأن فوز أستراليا سيجعل المنتخبين الكوري والأسترالي يحتكمان إلى فارق الأهداف لتحديد متصدر المجموعة ووصيفه، وبصورة عامة يتأهل المنتخب الأسترالي في الحالتين التاليتين.

• فوز أستراليا يؤهلها بالتأكيد ليس للدور الثاني فقط بل لاحتلال صدارة المجموعة في حال ما تخطت المنتخب الكوري الجنوبي في فارق الأهداف.
• تعادل أستراليا يرفع رصيدها إلى خمس نقاط لتحصل على المركز الثاني خلف المنتخب الكوري الجنوبي وذلك في حالة فوزه “المتوقع” على المنتخب الهندي المغمور.
• تحتاج البحرين للفوز فقط ولا شيء سواه لتؤمّن تأهلها إلى الدور الثاني، علما أن المنتخبين الأسترالي والبحريني وقتها سينتظران نتيجة المباراة الأخرى بين الهند وكوريا الجنوبية، لأنه في حال ما حدثت المفاجأة وتغلب المنتخب الهندي على نظيره الكوري فمعنى ذلك أن البحرين ستتصدر المجموعة الثالثة وسيحدد فارق الأهداف بين كوريا الجنوبية وأستراليا أي منهما سيرافق البحرين وقتها إلى ربع النهائي.
•  أما إذا حقق “محاربو التايغوك” وهو لقب كوريا الجنوبية فوزاً متوقعاً على الهند فستتصدر المجموعة تاركة المركز الثاني للبحرين في حالة تغلبها على أستراليا.

ومعنى ذلك أن كل الاحتمالات مفتوحة في اللقاءين القادمين، وأن أياً من المنتخبات الثلاثة “كوريا الجنوبية وأستراليا والبحرين” يمتلك فرص التأهل إلى الدور القادم كما أن أي خسارة ستلحق بأي من هذه المنتخبات قد تطيح به خارج البطولة، علماً بأننا نقول ذلك ونحن نعلم تماماً أن مواجهة كوريا الجنوبية أمام الهند أي نتيجة فيها غير فوز المنتخب الكوري الجنوبي، ستعتبر حدثاً تاريخياً ليس على صعيد نهائيات كأس الأمم الآسيوية فقط بل على صعيد كرة القدم العالمية بشكل عام فكوريا الجنوبية تحتل المركز 39 على لائحة الفيفا لترتيب المنتخبات العالمية أما الهند فتأتي في المركز 144 عالمياً.

البحرين والطموح المشروع
ويمر المنتخب البحريني حالياً بأفضل حالاته منذ أن قدم إلى الدوحة وذلك بعد أن حقق فوزه الكبير على الهند بخمسة أهداف مقابل هدفين، وهو فوز أعاد التوازن للأحمر ورد إليه أمل التأهل بعد خسارته في مواجهته الأولى أمام كوريا الجنوبية (1-2)، ورغم صعوبة تحقيق هذا الأمل لأنه يتطلب تحقيق فوزاً سيكون تاريخياً على المنتخب الأسترالي إلا أن وجود هذا الأمل في حد ذاته سيدفع بالبحرينيين إلى بذل كل ما أوتوا من قوة لتحقيقه والظفر ببطاقة التأهل إلى ربع النهائي على حساب الكانغرو الأسترالي.

ويطمح المنتخب البحريني إلى الضرب بقوة في مباراته القادمة وتسجيل هدف مبكر يسيطر به على مجريات اللقاء ويضع المنتخب الأسترالي تحت الضغط، خاصة أنه أصبح الآن يمتلك أقوى خط هجوم بعد تسجيله ستة أهداف في مباراتين كما أنه يضم بين صفوفه هداف البطولة وهو المهاجم إسماعيل عبد اللطيف برصيد أربعة أهداف سجلها جميعاً في مرمى المنتخب الهندي ليصبح بذلك ثالث سوبر هاتريك في تاريخ البطولة بعد الإيراني بيهتاش فاريبا (في مرمى بنغلاديش في دور المجموعات عام 1980 في الكويت عندما فاز فريقه بنتيجة 7-صفر)، ومواطنه علي دائي (عام 1996 في الإمارات عندما سجل رباعية أيضاً في مرمى كوريا الجنوبية 6-2).

ولكن على الجانب الآخر فإن الأحمر البحريني يعاني من اهتزاز دفاعه بشكل كبير حيث أن شباكه تلقت أربعة أهداف في مباراتين فقط منها هدفين من المنتخب الهندي المتواضع وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة على أداء الدفاع البحريني وحارس مرماه محمود منصور، كما أن الفريق يعاني من اهتزاز عدد من أعمدته الأساسية على صعيد الأداء الدفاعي وفي مقدمتهم عبد الله المرزوقي وإبراهيم المشخص، اللذان يجب أن يتحسن أدائهما تماماً أمام أستراليا إذا ما أراد البحرينيون أن يتخطوا عقبة المنتخب الأسترالي الذي يمتلك بدوره مهاجمين يجيدون التمركز ويستطيعون التعامل بشكل جيد مع الكرات العرضية إذا لم يتم قطعها أو إفسادها من جانب قلبي الدفاع وظهيري الجنب البحرينيين، وما يدل على ذلك أن المنتخب الهندي على تواضع إمكاناته نجح في الحصول على ثماني ركلات ركنية في مباراته مع البحرين، وإذا كان لاعبو الهند لم يستطيعوا استغلال جميع هذه الركنيات فإن الوضع بالتأكيد سيختلف تماماً في مواجهة أستراليا التي يجيد لاعبوها التعامل مع الركلات الثابتة بشكل عام.

ويعاني المنتخب البحريني أيضاً من غياب أحد أفضل لاعبيه فوزي عايش بسبب طرده في المباراة الماضية وهو ما سيشكل عبئاً كبيراً على المدير الفني للفريق سلمان شريدة حيث سيضطر للبحث عن بديل لعايش، وقد يكون الدفع بسلمان عيسى لاعب العربي القطري في وسط الملعب، أفضل البدائل أمام شريدة على اعتبار أن عيسى يمتلك الإمكانات والمهارات اللازمة للقيام بدور صانع الألعاب.

وبشكل عام فإن الحصيلة الإحصائية في مباراتي البحرين أمام كوريا الجنوبية والهند جاءت كالتالي:-

• سدد المنتخب البحريني في مواجهتيه أمام الهند وكوريا الجنوبية 28 تسديدة على المرمى.
• سبع تسديدات فقط للاعبي البحرين كانت بين القائمين والعارضة.
• لعب المنتخب البحريني 33 تمريرة عرضية في مواجهتي كوريا الجنوبية والهند علماً بأن مواجهة الهند وحدها شهدت 27 تمريرة عرضية.
• احتسب على البحرينيين 34 خطأً في المباراتين.
• احتسب على مهاجمي الأحمر البحريني أربعة تسللات.
• حصل المنتخب البحريني على عشر ركلات ركنية.
• احتسبت 18 ركلة ركنية على لاعبي البحرين.
• حصل المنتخب البحريني على ركلتي جزاء أحرزهما في مرمى كوريا الجنوبية والهند.
• حصل المنتخب البحريني على بطاقتين صفراوين، وبطاقة حمراء واحدة.

أستراليا تسعى لحسم التأهل

من جهته يسعى المنتخب الأسترالي لحسم التأهل وتحقيق فوزه الثاني في البطولة أو على الأقل الخروج بنقطة المباراة ليظفر ببطاقة التأهل إلى الدور الثاني، ويمكن القول إن أستراليا من المنتخبات التي يصعب الحكم عليها حتى الآن، ففوز الفريق العريض على نظيره الهندي في مستهل مواجهات المجموعة الثالثة برباعية نظيفة لم يكن مؤشراً بأي حال من الأحوال على المستوى الحقيقي للمنتخب الملقب بـالـ”سوكرووز”.

كما أن أداء الأستراليين جاء باهتاً أمام محاربي كوريا الجنوبية ولولا خبرة اللاعبين وعامل اللياقة البدنية لما تمكنت أستراليا بأي حال من الأحوال من التعادل مع المنتخب الكوري الذي كان هو الأفضل في الشوط الأول ومعظم فترات الشوط الثاني حتى الدقيقة 62 التي تمكن فيها المنتخب الأسترالي من إدراك التعادل وبعدها دانت السيطرة لصالحه بسبب تفوق اللاعبين الاستراليين على صعيد اللياقة البدنية.

ويؤخذ على الألماني أولغر أوسيك المدير الفني للمنتخب الاسترالي أنه لم يستغل البطولة الحالية في تجديد دماء الفريق والدفع بعناصر صغيرة السن، حيث اعتمد الرجل على نفس العناصر التي تدافع عن قميص المنتخب الأسترالي منذ أكثر من ست سنوات وفي مقدمتها هاري كيويل لاعب غلطة سراي التركي (32 عاماً) وتيم كاهيل لاعب إيفرتون الإنكليزي (31 عاماً) ومارك شوارزر حارس فولهام والبالغ من العمر 38 عاماً إضافة إلى لوكاس نيل مدافع غلطة سراي وقائد الفريق البالغ من العمر 32 عاماً، حتى الوجه الجديد المنضم إلى صفوف الفريق ساشا أغنينوفسكي أفضل لاعب في آسيا عام 2010 ومدافع فريق سيونغنام الكوري الفائز بلقب دوري أبطال آسيا، فيبلغ من العمر هو الآخر 31 عاماً.

وعلق أوسيك على ارتفاع معدل أعمار المنتخب الأسترالي قائلاً إنه لا يهتم بالعمر طالما كان اللاعب قادراً على العطاء، وبالفعل فإن المنتخب الأسترالي يعتبر من أفضل المنتخبات على صعيد اللياقة البدنية والالتحامات الجسدية، وهو ما قد يكون العامل الهام في حسم مواجهته القادمة أمام البحرين.

وخاض المنتخب الأسترالي مباراتيه السابقتين بتشكيلة (4-4-2) بتطبيقها الكلاسيكي وخلال المواجهتين الماضيتين كانت إحصاءات المنتخب الأسترالي كالتالي:-

•   سدد المنتخب الأسترالي في مواجهتيه أمام الهند وكوريا الجنوبية 45 تسديدة على المرمى.
• خمس عشرة تسديدة فقط للاعبي أستراليا كانت بين القائمين والعارضة.
• لعب المنتخب الأسترالي 76 تمريرة عرضية في مواجهتي كوريا الجنوبية والهند علماً بأن مواجهة الهند وحدها شهدت 56 تمريرة عرضية.
• احتسب على الأستراليين 28 خطأً في المباراتين.
• احتسب على مهاجمي الـ”سوكرووز” 14 تسللاً.
• حصل المنتخب الأسترالي على 13 ركلة ركنية.
• احتسبت 18 ركلة ركنية على لاعبي أستراليا.
• لم يحصل المنتخب الأسترالي على أي ركلة جزاء حتى الآن.
• نال لاعبو أستراليا ثلاث بطاقات صفراء حتى الآن.

مواجهات المنتخبين السابقة
 التقى المنتخبان البحريني والأسترالي في أربع مواجهات سابقة جاءت كالتالي:-

• المواجهة الأولى كانت في تصفيات التأهل لكأس آسيا 2007 وانتهت بفوز المنتخب الأسترالي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في المباراة التي أقيمت في الثاني والعشرين من شباط-فبراير عام 2006 في المنامة “وكانت أول مباراة تخوضها أستراليا في تاريخها منذ انضمامها للاتحاد الآسيوي”.
• المباراة الثانية كانت ضمن تصفيات التأهل لنهائيات كأس آسيا أيضاً وأقيمت في الحادي عشر من تشرين الأول – أكتوبر عام 2006 وانتهت لصالح أستراليا أيضاً بهدفين دون رد.
• ثالث المواجهات كان في تصفيات كأس العالم الماضية وأقيمت في إستاد البحرين في التاسع عشر من تشرين الثاني – نوفمبر عام 2008 وانتهت لصالح الأستراليين بهدف دون رد.
• المواجهة الرابعة كانت في إطار تصفيات كأس العالم الماضية أيضا وأقيمت في العاشر من حزيران – يونيو عام 2009 وانتهى اللقاء بفوز أستراليا بهدفين دون رد.

أي أن جميع المواجهات الماضية كانت نتيجتها لصالح المنتخب الاسترالي الذي أحرز في شباك البحرين 8 أهداف بينما دخل شباكه هدف واحد فقط.

سلمان شريدة مدرب المنتخب البحريني

• هو لاعب سابق في صفوف المنتخب البحريني وشارك مع منتخب بلاده في دورة الألعاب الآسيوية عام 1974
• يملك شريدة سجلاً طويلاً كلاعب للمنتخب البحريني ونادي المحرق الذي قاده كمدرب إلى لقب كأس الإتحاد الآسيوي في عام 2008، أول لقب للأندية البحرينية على المستوى القاري.
• قاد المدرب البحريني منتخب باكستان بين عامي 2005 و2007 ضمن اتفاقية بين إتحادي البلدين، ونجح في تطوير أداء المنتخب الجنوب آسيوي بشكل لافت.

• تولى تدريب “الأحمر” في تشرين الأول/أكتوبر عام 2010 خلفاً للمدرب النمساوي جوزيف هيكرسبرغر الذي رحل لتدريب النادي الوحدة الإماراتي.

أولغر أوسيك مدرب منتخب أستراليا

• يبلغ من العمر 62 عاماً لم يستمر كثيراً في الملاعب حيث احترف التدريب وهو في التاسعة والعشرين من عمره.
• عمل كمساعد في الطاقم التدريبي لمنتخب ألمانيا بين عامي (1987 و1990).
• تولى تدريب فريق بوخوم في الدوري الألماني عامي 1991 و1992.
• انتقل عقب ذلك لتدريب فريق فنربخشة التركي بين عامي (1993 و1995).
• أهم المراحل التدريبية في تاريخه عندما عمل مدرباً للمنتخب الكندي لمدة أربع سنوات بداية من عام 1999 وحتى عام 2003.
• عمل مدرباً لفريق أوراوا رد دايموندز الياباني موسم 2007 – 2008.
• تولى تدريب المنتخب الأسترالي عقب انتهاء بطولة كأس العالم الماضية.